قال إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة، خلال القائه خطبة الجمعة: “عندما يسود قانون المحسوبيات العاطفية أو الأقارب، فلن تجد لساعة الحكم عقارب، لأن الوقت حينها يقاس بالهوى، لا بالعدل”.
وقال: “ومن هنا ننطلق لنقول: أي وطن نريد؟ لا نريد وطنا يحكمه أقزام يصغرونه على شاكلتهم، ولا تجارا يتعاملون معه كأنه شركة خاصة لمصالحهم الشخصية، ولا مجرمين يفصلون القوانين على مقاس الجريمة، ولا لصوصا لا يجيدون العيش إلا في ظلام الفساد، ولا خونة يبيعون الوطن في سوق الاستسلام والارتهان”.
أضاف: “نريد وطنا على قدر التضحيات، وطنا يليق بأحلام الناس، لا بمصالحهم الضيقة وطموحاتهم الصغيرة. نحن لسنا ضد الأحزاب ولا السياسيين، ولكن ندعوهم ليتصالحوا مع الشعارات التي يرفعونها، ويعملوا على تطبيقها حفاظا على المصداقية، ليتناسق القول مع الفعل، وبخاصة نحن امام مرحلة حساسة حيث العدو الإسرائيلي يذكرنا يوميا بإجرامه، بطائراته الحربية ومسيّراته التي لا تفارق سماء لبنان، وبقصفه المدمر الذي يستهدف المدنيين الآمنين داخل بلداتهم وسياراتهم، ومدفعيته لا تهدأ، فغايتها واحدة: قتل الحياة في الجنوب، وإرغام لبنان على التنازلات والاستسلام”.
تابع: “أما لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، فلم تعد إلا هيئة شبه طائعة لإملاءات العدو، تفتش البيوت وتحفر الجبال، بحجج واهية عن أنفاق وغيرها، بينما تنحرف عن دورها الأساسي: مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، وضع آليات للتحقيق والتفتيش في نقاط محددة جنوب نهر الليطاني، جمع المعلومات الميدانية وتبادل عبر “اليونيفيل” ودعم الجيش اللبناني في عمليات الانتشار والسيطرة على المنطقة الحدودية”.
وقال: “في ظل كل ذلك، لا يزال بعض أهل السيادة يتحفونا كل صباح ومساء، بشعارات رنانة تساوي بين المقاومة والعدوان، وتتنكر لتضحيات من حموا الأرض والشعب والكرامة”.
واعتبر أن “فريقا من اللبنانيين لا يزال يصر على عزل نفسه عن المكونات الوطنية، بل وحتى عن الواقع الصعب الذي تمر به البلاد، فلا يجيد سوى ترداد كلمة: لا”.
وأشار إلى أن “هذا الفريق يعيش أسير الطموحات الرئاسية، وقد نصب نفسه مرشدا للجمهورية ومصوبا للحكم، في وقت يتصرف فيه بعض وزرائه كأنهم ميليشيا، لا رجال دولة”.
وختم: “لبنان لا يدار بمنطق الإقصاء والعناد، بل بالتلاقي والحوار، لأن منطق التعطيل لا يبني وطنا ولا يصنع حلا”.
