صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية تتهم حكومة نتنياهو والجيش الاسرائيلي بإرتكاب المجازر في غزة

بدأت مجمعات المساعدات التابعة لـ”الصندوق الإنساني لغزة” (GHF) العمل قبل نحو خمسة أسابيع. ولا تزال ظروف تأسيس الصندوق ومصادر تمويله غير واضحة؛ لكن من المعروف أن إسرائيل أنشأته بالتعاون مع جماعات إنجيلية في الولايات المتحدة ومقاولين أمنيين خاصين. ويشغل منصب المدير العام للصندوق قائد إنجيلي مقرّب من دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو. يدير الصندوق أربعة مراكز لتوزيع الغذاء تُعرف لدى الجيش الإسرائيلي باسم “محفَزيم” (مراكز توزيع عاجلة) – ثلاثة منها في جنوب القطاع وواحد في وسطه. ويعمل في تشغيل هذه المجمعات موظفون أمريكيون وفلسطينيون، بينما يتولى الجيش الإسرائيلي تأمينها من مسافة مئات الأمتار. يتوافد آلاف الفلسطينيين يوميًا، وأحيانًا عشرات الآلاف، إلى هذه المراكز لتلقّي المساعدات الغذائية. لكن بخلاف الوعود التي أُطلقت مع بدء تشغيلها، لا يجري توزيع الطعام بطريقة منظمة، بل تحدث اندفاعات جماعية نحو أكوام الصناديق. ومنذ افتتاح هذه المراكز، رصدت “هآرتس” 19 حادثة إطلاق نار في محيطها. وعلى الرغم من أن هوية مطلقي النار ليست واضحة دائمًا، فإن الجيش الإسرائيلي لا يسمح بوجود مسلحين في مناطق توزيع المساعدات من دون علمه.
وأضاف الجندي: “يُطلقون النار في ساعات الصباح الباكر إذا حاول أحد حجز دور من مسافة مئات الأمتار، وأحيانًا يهاجمونهم مباشرة من مسافة قريبة – رغم أنهم لا يشكلون أي خطورة على القوات العسكرية”. وبحسبه، “لا أعرف أي حالة جرى فيها إطلاق نار من الطرف الآخر. لا يوجد عدو، ولا سلاح”. وأضاف أن النشاط العسكري في المنطقة التي خدم فيها يُطلق عليه اسم “عملية سمك مُملّح”.
قال ضباط لصحيفة “هآرتس” إن الجيش الإسرائيلي لا ينشر للجمهور في إسرائيل أو في الخارج أي توثيق لما يجري حول مواقع توزيع الغذاء. وبحسبهم، فإن الجيش راضٍ عن أن نشاط “صندوق غزة الإنساني” (GHF) حال دون انهيار كامل في الشرعية الدولية لمواصلة القتال. ويرى الضباط أن الجيش الإسرائيلي نجح في تحويل قطاع غزة إلى ساحة خلفية، خاصة بعد الحرب في إيران. قال جندي احتياط أنهى هذا الأسبوع جولة أخرى من الخدمة في شمال القطاع: “غزة لم تعد تهم أحدًا. لقد تحوّلت إلى مكان بقوانين خاصة به. فقدان الأرواح لا يعني شيئًا، لا يُعد حتى ‘حادثًا مؤسفًا’ كما كانوا يقولون سابقًا”.