زهران ممداني.. شباب أميركا على نقيض تاريخها!

بقلم// جهاد أيوب
“ضمن الروايات الأميركية القديمة المتداولة، رواية تتحدث عن عاصفة ثلجية ستضرب مدينة نيويورك، وستجمد كل ما فيها، وتعتبر هذه إشارة لنهاية أميركا”… هذا ما تسمعه بشكل دائم، ويقال أن اليهود ينشرونها ويذكرون بها، ولو أخذنا فوز شخصية من خارج المؤسسة-السيستم المعتاد بترأس بلدية نيويورك اليوم (عاصمة القرار الاقتصادي)، وبأكثرية مطلقة قد يعمل الصهاينة على إعادة نشر تلك الرواية الترهيبية من جديد!
فوز زهران ممداني “الملقب بكابوس ترامب” وهو مسلم من أصول هندية يساري تقدمي ابن 34 عاماً، فوزه الكاسح بمنصب عمدة مدينة نيويورك عاصمة اللوبي اليهودي قلب قواعد السياسة الأميركية الداخلية، وبداية تغيرية واضحة لطبيعة الانتخابات الرئاسية النصفية المقبلة!
مدينة نيويورك أكبر وأهم مدينة أميركية وفي العالم، وهي عاصمة القرار الاقتصادي، وبلديتها تحتضن 300 ألف موظف بميزانية تفوق 100 مليار دولار!
زهران أول مسلم يفوز بالمنصب، والمرشح الديمقراطي المعروف بمعارضته الشديدة لسياسة ترامب، وفاز على منافسه الجمهوري بفارق 100 ألف صوت 95% إلى 5% !
ترافق هذا الفوز الكاسح مع فوز شابين من أصول لبنانية مو بيضون رئيس بلدية ديربورن هايتس 68% من الأصوات مقبل 32% لماكسويل، وعبدالله حمود 35 عاماً عمدة مدينة ديربورن للمرة الثانية!
يشكل ما حدث ضربة لـ”السيستم” المتبع في أميركا، وانقلاباً في مفاهيم العلاقة التاريخية بين حكام أميركا والكيان الصهيوني المحتل لفلسطين، لا بل هذه أول مرة بتاريخ أميركا ينقلب المزاج الداخلي الأميركي ضد إسرائيل، أعني ما حدث في انتخابات نيويورك يشبه طوفان الأقصى، خاصة أن شباب يهود وعرب ورجال دين يهود قادوا تظاهرات ضد ما حدث في غزة، وقادوا الحملة الانتخابية لمصلحة زهران وحمود وبيضون، وهنا التغيير الواضح الذي ترجم في هذه الانتخابات وأميركا تستعد لسنة انتخابية نصفية لتحديد رئيس البلاد!
وبعض المتابعين لحركة التغيير الاجتماعي في أميركا يؤكدون أن في المجتمع الأميركي من يفكر بجدية وبمسؤولية بقضية دفع الضريبة، ولمن تذهب، ولماذا تصل إلى إسرائيل؟
والبعض يعتبر إسرائيل تحتل أميركا…ويسأل لماذا تصاب أميركا بهشاشة في الوضع الاجتماعي والاقتصادي وأخذة بالصعود، وهذا التفكير يولد مزيد من رافضين لواقع الحال ولاشتباكات داخلية لا تعرف طبيعتها!
وقد يكون هذا الحال أجبر ترامب على القول مباشرة بعد فوز زهران:” إنه شيوعي، ولقد فقدنا جزء من سيادتنا بعد هذه النتيجة”!
ترامب المصنوع من ذهنية إرهابية لا يؤمن بالمعارضة الداخلية، لذلك يتجه إلى حسم الداخل عسكرياً..وهذا ما ينتظر أميركا!
ما حدث في أميركا من صعود رأي الشباب التغييري الرافض للمشاركة في الإبادة التي حدثت في غزة ينعكس على الدول الغربية وشارعها، وقد تأخذ عملية الحساب سنوات وليست اللحظة، لكن المظاهرات في الجامعات والمؤسسات الرسمية، ورفع الصوت الرافض للإجرام الصهيوني في غزة ولبنان، ورفض بيع السلاح الغربي للكيان أخذ بالفعل ورد الفعل ورسم المستقبل، واليوم ظهر في نيويورك وهي عاصمة القرار، وغداً في عواصم غربية عديدة إلى حين يفهم العربي أن المؤامرة طالته ويعيشها، والتغيير من حوله، وأن شباب أميركا على نقيض تاريخها الصهيوني..ولكن العربي نائم لا يعرف المحاسبة والكرامة والنهوض!



