القاضي الشيح خلدون عريمط: لهذه الاسباب يزور المفتي دريان دمشق

أوضح رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط “أن كل الرهانات حول خلفيات زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان سوريا ولقائه الرئيس أحمد الشرع ساقطة ولا أساس لها من الصحة. فمنطلقات دار الفتوى كانت وستبقى إيمانية وطنية عربية بأمتياز وجامعة بلا حدود والمسلمون السنة مكون أساسي واصيل في قيام دولة لبنان وهم الأحرص تاريخيا على نهوض لبنان السيد الحر العربي المستقل؛ وليس لديهم مشروع خارج إطار الدولة اللبنانية العادلة”.
وعن دلالات الزيارة في هذه اللحظة التاريخية حيث الشرق الأوسط على صفيح تحولات جذرية يقول القاضي عريمط لـ”المركزية”: “لا شك أن زيارة المفتي دريان على رأس وفد من مفتيي المناطق اللبنانية طبيعية ولها مدلول تاريخي في ظل انتقال سوريا وشعبها من مظلة المحور الايراني الصفوي الى عمقها العربي الحضاري والاسلامي الاصيل؛ وتأتي هذه الزياره في إطار تهنئة سوريا رئيساً وحكومة وشعباً بالتغيير السياسي الكبير الذي إنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية والعربية . وما حصل من تغيير جذري أنهى المشروع الصفوي الإيراني الذي كان يطمح لأن يبقى متحكما بالقرار السياسي لبعض أالعواصم العربية التي كان يدعي سيطرته عليها وعلى قرارها الوطني بحجة مقاومة المشروع الصهيوني في فلسطين والتي اكدت الاحداث الاخيرة هشاشة هذه المسرحية الدرامية التي صيغت بأنامل دقيقه في دهاليز طهران ووأشنطون وتل ابيب ؛ ومن المؤكد ان سوريا بقيادتها الجديدة استطاعت تحطيم هذا الحلم الفارسي وعادت مرفوعة الرأس إلى الحضن العربي الذي هو عمقها الاساسي والطبيعي ، وبالتالي لبنان حكما وقريبا في طريقه إلى هذا الحضن العربي الدافئ .وسيعقب ذلك وباردة الاخيار من هذه الامة عودة بغداد الرشيد؛ وصنعاء العرب إلى ذلك الحضن العربي المؤمن والجامع الذي يرفض وسيبقى رافضا؛ لكل المشاريع المعادية للعروبة والاسلام ؛ ايرانية كانت او صهيونية ؛وإنطلاقا من كل ذلك تأتي زيارة مفتي الجمهورية إلى سوريا العربية الشقيقة للبنان ولكل العرب”.
ويضيف القاضي عريمط أن الزيارة هي للتأكيد على أن لبنان السيد الحر العربي المستقل يتعاون مع سوريا كتعاونه مع أشقائه العرب انطلاقا من المصلحة المشتركه بين الشعبين الشقيقين. وعلى المتربصين وألمحللين والمفسرين أن يعودوا إلى ثوابت دار الفتوى الاسلامية والوطنية التي أكدت أن لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه وأن ليس للمسلمين فيه مشروعا خارج إطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية.وزيارة مفتي الجمهورية تأتي في إطار الحرص على لبنان الدولة والمؤسسات وعلى العدالة والمساواة بين جميع اللبنانيين وأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه بالمساواة والعدالة في اطار ثقافة المواطنة الحضارية المؤمنه “.
ما رفع من حدة التحليلات حول زيارة المفتي دريان ولقائه الرئيس الشرع أنه تزامن مع مجموعة أحداث ومحطات وتوقيفات انحصرت بالمسلمين السنة، وعليه اكد القاضي عريمط بالقول أنه” من المهم جدا ان تنهض الدولة ومؤسساتها وتضع حدا لتجاوز القوانين والفوضى، وهذا خيارنا وما دعونا له وندعو اليه منذ سنوات وسنوات ، ولكن من حقنا ان نسأل ونتساءل ببراءة المواطن الصالح، لم هذه الانتقائية في الاعتقالات وتطبيق القوانين ؟؟ هل تساءل الحكم والحكومة والقضاء اين هي المليارات من الدولارات التي أنفقت على السدود والكهرباء والدعم منذ سنوات؟… وأين هي ترجمة البيان الوزاري الذي رفع شعار الإصلاح وبناء الدولة؛ وانهاء مسألة وجود السلاح غير الشرعي؛ وحصره بيد الدولة ومؤسساتها، هل انتهى الإصلاح عند الاعتقالات الانتقائية لبعض شخصيات المسلمين السنه سواء اخطأوا ام أصابوا ؟؟؟ وأما الفاسدون والمفسدون الكبار فهم فوق القانون والعدالة؟؟ الاوطان يا دعاة الاصلاح والبناء لا تبنى الا بالعدالة وكرامة الانسان ؛ ولا تدمر وتنهار الا بالظلم والفساد والرشوة وقهر الرجال “.
وختم القاضي عريمط بالتأكيد على أن لبنان “سيبقى وطناً لجميع أبنائه ولنتذكر موقف دار الفتوى عام 1983 عندما أعلنت الثوابت الإسلامية وفيه أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وهذه المسلمات لا تحيد عنها دار الفتوى منذ عهد المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد؛ حتى يومنا هذا بعهد مفتي الحكمة والاعتدال مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف والذي اكدت مسيرته وقيادته في دار الفتوى ان صمته موقف وقوله الفصل “.
وفي ما خص الزيارة يكرر”هي زيارة تهنئة وحرص متبادل بين دولتين عربيتين شقيقتين”.