إيران دخلت التأسيس الثاني والحرب الجديدة عليها .. بقلم جهاد أيوب

الآن، وبعد وقف إلى حين الحرب الأميركية الغربية بأموال أعرابية وبالواجهة الكيان الصهيوني على إيران، وبعد أن ساهمت قوة إيران، وبعض المفاجآت التي كشفتها، نستطيع القول أن الحرب الفعلية على إيران ستبدأ، وستنطلق من الداخل مخابراتياً وعنصرياً ومناطقياً وعرقياً وإعلامياً وإغتيالاً للقادة وللعلماء، وستستخدم كل قذارات الغرب وحقد الأعراب وشيطان أميركا ضد الجمهورية الإسلامية!
الاعتداء الصهيوني على إيران التي حمت الراية والأمن العربي والإسلامي، لم يكن من أجل المعامل النووية كما اشيع، بل هو انقلاب خارجي على النظام والوطن، وبتحرك أفول خائنة من الداخل، ولكن التحرك لم يوفق، والأهم ما حدث جدد دماء الثورة عند الشباب لمصلحة البلد!
إيران بعد هذه المرحلة الضربة الحرب ستدخل في طور التأسيس الثاني للجمهورية الإسلامية أكثر صلابة ووعياً وقوة، وهذا أصبح واضحاً عند أهل القرار والشعب الذي يحتفل بشارعه!
التأسيس يكمن في كيفية البناء وليس الترميم، والحسم في الأمن القومي وليس التطنيش والتسامح وعدم المواجهة، ويبنى هذا التأسيس الجديد على التالي:
1 – استغلال الالتفاف الوطني والشعبي لمصلحة عدم التنازل داخلياً وخارجياً في قضايا الأمن ومصالح الدولة، ومعالجة جذرية لكل الثغرات التي ظهرت..ما حدث من التفاف يوازي إنتصار الثورة في 1979 يتطلب قراءة عصرية في حركة الدولة ومتطلبات الشعب وحماية البلد!
2 – قراءة موضوعية حاسمة لواقع عملاء الداخل، والتخلص من عبئ شبكات التخريب والعمالة!
3 – متابعة شبكات العملاء دون كلل، والتي كشفتها هذه الحرب والخافي قد يكون مخيفاً…إنها فرصة تاريخية لتنظيف الداخل بعد 45 سنة على الثورة.
4 – وصول القيادات الشابة إلى مراكز أساسية في الدولة بعد الخسائر التي تعرضت لها البنية الأساسية للجمهورية يعيد إلى الثورة وهجها وتألقها وعنفوانها وربيعها وبعداً ينسجم مع طبيعة العصر والمرحلة!
5 – الإهتمام بالإعلام العصري، وفكرة مخاطبة الإعلام بلغة المشايخ لم يعد مثمراً، ولا يفيد بالمطلق!
لا تستمروا في أن يعمل إعلامكم نفسياً علينا!
6 – عدم التسامح مع الدول المجاورة التي تآمرت على إيران…ووضع النقاط على الحروف سياسياً وإعلامياً هو أساس المرحلة المقبلة في دبلوماسية الدفاع من أجل وضوح الصورة والموقف!
7 – عدم الانتعاش من فكرة افشال اهداف الحرب على ايران، ومنها اسقاط النظام الذي احتضن بتلاحم شعبي لا مثيل له، وعدم الاكتراث مطولاً للنصر الذي حقق من خلال تدمير الكيان اقتصادياً ومؤسساتياً، وفرض الهجرة بالملايين منه وعنه، وفضح انهيار قدراته..بل اليقظة، وهذا قدر جمهورية الإمام المهدي!
8 – المطلوب عدم الاكتفاء بعد اليوم بجملة ” نحتفظ بحق الرد” كما يفعل العرب، بل قراءة دائمة لوقوع الحرب، وأن تكون جهوزية الرد الحاسم فعالة…إيران ضد الظالم، والشيطان يحارب من يحارب الظالم!
9 – إعادة دراسة ” شرعية ووطنية” لامتلاك القنبلة الذرية، ومن حق إيران امتلاكها…وبعد ما حصل يجب أن تكون إيران دولة نووية!
10 – دعم قدرات برامج الصاروخ الباليستي، وتطويره…إن قدرات إيران الصاروخية غيرت وجه الكيان، واحدثت الرعب في فكر العدو.
إن وقف اطلاق النار إن استمر أو لم يستمر، ولن يستمر طويلاً، وقف اطلاق النار هذا هو استراحة لجولات جديدة وخبيثة، وقد تنطلق من الداخل الإيراني بعد أن كشف الأمن وخلال الجولة الحربية عصابات إرهابية كثيرة، وللأسف كان الاكراد وبعض الأقليات وقودها!