بقلم// محمد الحسن
يرحل اليوم الفنان زياد الرحباني، وانا في الواقع من الذين انطلقوا في بداياتهم الإعلامية من مدينة طرابلس متاثرا الى ابعد الحدود بلغة زياد الرحباني الإعلامية وبعباراته في تلك الآونة ، وهو كان يذيع عبر صوت الشعب ما يسمى بالعقل زينة ، فقمت من جهتي بتاليف مقطوعات مشابهة لذاك المسمى شكلا ومضمونا بتجربة تحت اسم هيك بالعقل .
وقصدنا يومها زياد الرحباني في الحمراء وقدمت له مع منفذ العمل كاسيت انتجناه بمساعدة احدى شركات الانتاج للاسطوانات في ذلك الوقت.
في الواقع كان زياد الرحباني في تلك الفترة مؤثرا جدا في الناشئه في ما يسمى ببيروت الغربية ، قبل ان تعود وتتعمم تجربة العقل زينة في كل بيروت في البيروتين او في بيروت الكبرى.
نعم زياد رحباني هو تلك الحقيقة الدامغة في الحياة الفنية اللبنانية ، في العمل الاذاعي الاعلامي وفي العمل المسرحي في الموسيقى في التاليف المسرح في الغناء في امور عدهطة .
ولا يمكننا ان نسقط من حساباتنا ان زياد الرحباني خرج من كنف الرحابنة من كنف عاصي ومنصور بمزاجية مختلفة عنهما وبفكر موسيقي مختلف تماما عنهما ، وتشهد على هذه الحقيقة وعلى هذا الواقع التجارب الموسيقية والمقدمات الموسيقية للمسرحيات التي قدمها زياد الرحباني وللمقطوعات الموسيقية من هدوء نسبي الى ابو علي وغيرها.
زياد الرحباني واضافة الى ذلك قدم مسرحا ملتزما حاكى الحرب اللبنانية بشكل واقعي جريء متطلع الى الخروج من تلك الحرب ومما استخدمته الاطراف التي اثرت في الحرب من مصطلحات فقط للتجيش ، وهذا الامر حاضر في فيلم امريكي طويل وبالنسبة لبكره شو .
وايضا وايضا زياد الرحباني في اعماله المسرحيه كان دائما يستشرف المستقبل ومن ابرز ما ورد في مسرحيات زياد الرحباني في نهايه الألفية ، وهو كان يتحدث عن الدور التركي في المنطقة .
ومن كان يقول في ذلك الوقت انه بالفعل ستعود تركيا الى دور المؤثر في الشرق الاوسط ؟ زياد الرحباني ومن يستحضر تلك المسرحيه وللنشرات الإخبارية الواردة في نص المسرخية وفصولها وبصوت وصوره ماي شدياق يمكنه ان يسجل له ذلك الاستشراف العميق والبعيد في التطورات في الشرق الاوسط.
اما في الموسيقى فهو الزمنا بان نستمع الى فيروز على طريقته وكما يريد هو ان يسمعنا فيروز وبخاصة اسطوانه كيفك انت التي فرض علينا فيها ان نستمع الى فيروز مختلفة فيروز اخرى فيروز التي هو ارادها للناس اراد منها ان تكون مختلفة تماما .
ثم اننا اليوم في الواقع لا يمكن الا ان نتقدم لفيروز بأحر التعازي ونحزن معها لانه لن يكون بامكانها ان تقول ل زياد الرحباني كيفك انت انما ان ترفع الصلاة لراحة نفسي ، واعتقد ان مئات الالاف من الناس اليوم تتوجه الى السيدة فيروز بالتعازي لفقدانها ولفقدان كل محبي زياد الرحباني حول العالم في العالم العربي والعالم الغربي ايضا وفي اوروبا وفي روسيا او الاتحاد السوفياتي سابقا ، ففي كل العالم هناك من يحب زياد الرحماني.
واعود واختتم لاشير الى ان زياد الرحباني هو المدرسة الضالة، في البيت الرحباني عاصي ومنصور ، في الشكل، المميزة في المضمون، الضاله اقصد انها خرجت عن سياق ال الرحباني عن سياق الرحبانيين القويين المقتدرين وطرح نفسه بجدارة، طرح نفسه بقوة بجرأة .
ثم اننا بين وقت واخر ومع رحيل زياد الرحباني سنشتاق الى اطلالاته الإعلامية والى كلامه الجريء في الاعلام في الفن في الموسيقى في الغناء في السياسة وحتى في الافكار الايديولوجيه.
زياد الرحباني وداعا