حوار الشيخ الأمين في وقته المفيد

بقلم// جهاد أيوب

كان واضحاً، وشفافاً، ومنطقياً، وصريحاً، وعاطفياً…هذا ما وصلنا من الاطلالة الحوارية الأولى للأمين العام الشيخ نعيم قاسم مع الزميلة منار صباغ عبر قناة ” المنار”، اقصد حوار الشيح نعيم شيخ الكلام، حوار المسؤول في مسؤولية تخدم المسيرة والتوضيحي، وبداخل هذا الحوار أكثر من تهديد جراء الذبح بالقطنة وبثقة العارف لمساحة دوره اليوم عبر الهدوء والاتزان وقراءة سحرية لمفرداته وما المقصود منها!

ستكثر التحليلات، والتنظيرات، والهجوم الماجن والرخيص من قبل زمر السفارة حتى لا نقول “صيصان السفارة”، لذلك سنتحدث من خلال الشكل والصورة والمضمون قليلاً!

في الشكل كان الشيخ الأمين أكثر راحة وأكثر جهوزية من خلال بساطة الأجواء والديكور رغم ادراكه أن العديد ينتظر هذه الاطلالة، والعدو قبل الصديق، ومع ذلك وجب الاستغراب عن تمكن الأمين من اتباع هذا الهدوء والاتزان والتماسك وهو يجلس على كرسي السيد الشهيد المقدس حسن نصرالله، وفي ذات المكان، وكل ما في هذا المكان يذكره بالسيد الشهيد الرفيق الصديق، ويضع الأمين الحالي يده على ذات الطاولة، وكأنه في امتحان الاستمرارية، وبالتأكيد هو يدرك أن كل ما يأتينا من الله فيه الخير والجمال، ولكن ظروف العشرة صعبة، والخسارة تدمع، والفراق يوجع، ومع ذلك، ومن أجلنا أصر الشيخ الأمين أن يكون أكثر تماسكاً، وتوازناً واتزاناً، فلا يريدنا أن نشعر بأننا لسنا معاً على طريق الاستمرار في الاستمرارية…ونجح في إيصال ذلك بالشكل مترافقاً مع المضمون الواضح!

وفي الصورة كان الشيخ الأمين مشعاً وذكياً رغم كثافة الدموع داخل العين الواحدة، وأنيقاً في اختيار مفرداته وردوده ومسامير معانيها وسهامها النارية والباردة، ووضع النقاط على سكة الحروف الهادفة، ومن ثم رسم هذه الحروف داخل الجملة المفيدة والطيبة والمسمة حتى تصل إلى المعنيين من الأعداء، ومن البيئة، ومن المحبين ومن شباب ورجال الله، ومن هم في السلطة الحالية!

واجه بحميمية وبعنفوان ترتيب المشهد الحالي، وشرح ما حدث في اللحظات الأخيرة دون أن يتلمس الضعف، ولم يبرر ما أصابنا من تحولات ومن خوض في حرب صعبة بل شرحها بذكاء ومحبة وقيادة!

واختصر حكايات الحرب التي لن تغيب عنا ما دمنا أحياء، وكنا فيها من الشهود، وشهادتنا مجروحة ومرممة بألام الأوجاع!

وفي المضمون استطاع الشيخ الأمين أن يرسم خرائط لمراحل مقبلة، أراح أهل الدار والمسؤولية، ووفق في الدخول إلى عمق وجدان الناس المنتظرة…قدم الكثير من نقاط تشكل خطاباً ورمزاً للجانب في سرد مقاومة ثابتة، ولم يتجمل من أجل اقناع المتلقي، بل استرجع الواقع والمثابرة والاجوبة ببساطة دون تكلف وخجل ودجل من أجل الوصول إلى غاياته كما اعتدنا من ساسة هذا البلد!
الشيخ الأمين نعيم قاسم وفق في هذه الاطلالة الذكية في مرحلة تبني سرديات الأيام المقبلة خاصة في الإقليم السوري والفلسطيني وما ينتظر لبنان والمنطقة!

أما صاحبة الدار المكان الزميلة منار صباغ فلا تحسد على ما كانت عليه، فهي تدرك روح السيد الشهيد حسن نصرالله لا تزال في المكان، وهي عاشقة لفكره ومركزه وكلامه وطيب أصله…تماسكت، ولم نتلمس ضيق روحها من ذلك الوضع، وبسرعة أدركت مهنيتها، وانطلقت من خلال الأجواء الوجدانية والعاطفية لتتعافى من تأثيرات المكان، ونجحت في الحوار بكل فصوله، واستمرت بذلك من خلال التنقل من محور إلى محور…

برافو منار لقد اجتزت القطوع بمهارة، وببساطة وباستيعاب الحدث والمتحدث ودور المحاور، لذلك الاسئلة سريعة وقصيرة، والتعقيبات رشيقة وفي مكانها، والأهم عدم اعتمادها على التنظير والتفلسف وفرض عضلات الخبرة لكثافة الثقة المزعجة!

لقد فازت قناة “المنار” بهذا الحوار، وسرقتنا من زحمة البرامج الرمضانية إلى جلسة نحتاجها وفي وقتها…

نعم جاء حوار الشيخ الأمين نعيم قاسم في وقته المفيد!

مقالات ذات صلة