جهاد أيوب… ما اقترفته أفكاره!

بقلم// الشاعر جبران عياش

وما زلتَ تقاوِمُ برصاصةِ الحرفِ..
حملتَ منذُ الصغرِ بندقيةَ الانتماءِ..
أطلقتَ نداءكَ مُغمَّساً بملوحةِ الشرفِ..
رفضتَ أن تساومَ على جنوبِ الشهداءِ..
فكنتَ الغلافَ في كتابِ النحوِ والصرفِ..
خيروكَ بينَ الرحيلِ والبقاءِ..
فإما أن تكونَ تلميذاً من تلامذةِ الصفِّ..
وإما أنْ نصادرَ تأشيرةَ بقائكِ فترحلُ خاليَ الكفِّ..

لأنك اخترتَ الجنوبَ والجنوبُ حريةْ..
لأنكَ جهادُ النفسِ وجهادُ الروحِ البشريةْ..
لأنك تركتَ القصرَ والدُّرَّ والعنبرَ وفضلتَ
نبعةَ الماءِ الجنوبيةْ..
أحني أمامكَ الآنَ كل حروفِ الضادِ على سجادةِ قصيدتي النثريةْ..
جهاد أيوب..
رفض أن يساومَ في غربتهِ على انتمائهِ للمقاومةْ..
فكانت فاتورةُ الانتماءِ ترحيلاً قصرياً بتهمةِ الإرهابْ..
عادَ حاملاً حُنينَ على كفيهِ العاريتينْ..
وللأسفِ وكما جرتِ العادةْ..
لم يلقَ باباً يُشرَّعُ أمامَهُ سوى الخوضِ في بحرِ قناعتهِ التي أغرق بها صفحاتِ الكتابْ..
لم يلقَ جزاءَ ما اقترفتهُ أفكارُهُ..
اذا كانَ هذا اقتراف ٌ يستحقُ الجزاءْ..
فالعصاباتُ تخافُ الفكرَ النظيفَ..
تخافُ من القلمِ الذي لا يغرفُ من دُواتِها
الخاصة..
فالقناصُ المستخوذُ على قوقعةِ السماءِ
في جعبتهِ يقفُ على بابِ عرشهِ ويدُهُ على زنادِ القناصةْ..

يا جهادَ الحقِّ في زمنٍ لا يعرفُ كيفَ ينصبُ خيمةً إعلاميةً ..
لا يعرفُ كيفَ يرتكزُ على كرسيٍّ أمامَ شاشةٍ..
كرسيٌّ لا يملكُ أوتادا..
لا يعرفُ كيفَ يصيغُ الجملةَ ولا يعرفُ كيفَ يكتبُ الجهادَ إنشادا..
سلامُ إليكَ من كلِّ نفسِ مقاومٍ
خطَّ على صخرِ الجبالِ جهادا..

جبران عياش

مقالات ذات صلة