الصحافي إبراهيم عوض حافظ على القلم بكل أمانة

بقلم// المحامي عمر زين*
أضاء الصحافي إبراهيم عوض في كتابه الصادر مؤخراً عن دار النهار بعنوان (مهمات سرية في حياتي الصحفية) أضاء على الذين حفظوا معه الود والصداقة والوفاء أمثال الأستاذين الراشد والعمير من المسؤولين أنذاك في جريدة “الشرق الأوسط” أثناء عمله فيها.
وأشار في كتابه هذا على انتشار شهوة المال لدى بعض العاملين في مهنة الصحافة دون أن يسميهم وقال “إن جيوبهم تسيرهم وليس ضميرهم المهني”. وقد ذكر انه بعد إعلان الطائف سطع نجم الدولار في لبنان بحيث يدير دفة الآراء والتحاليل وفق ما يشتهي موزعه، وان المنافقين والطبالين والمستزلمين والذين يمارسون الوشوشات والرياءهم الذين يصغي الحكام والرؤساء والنواب والوزراء اليهم، وهؤلاء بالطبع يختلفون عن الذين ينتقدون بأدب وموضوعية.
نظراً لطبيعة مهنته أراد الصحافي إبراهيم عوض أن يكون قريباً من مراكز القرار، وذلك لخدمة مهمته بحيث يكون لديه الخبر اليقين، ويرفض أن يكون ساعي بريد لتمرير الرسائل لهذا المسؤول، أو لذاك وفي هذه الدولة أو تلك من اجل ذلك كان له مع الرئيس بشار الأسد كل الود والتقدير، ولعب عوض دوراً جيداً في ولادة الــــ (س – س) وهو الصحفي الذي تسنى له أن ينشر مقابلات أجراها مع الرئيس والتي جاء في أحدها بانه اطلعه على خريطة الجمهورية العربية السورية حيث لا وجود لمزارع شبعا فيها، قائلاً له كيف علينا أن نعطي شيئاً لا نملكه.
هذا وقد عكس بشكل أمين وصادق في كتابه عن مدى اللهفة على الوجود السوري من كل من أراد نيابة أو مركزاً أو منصباً مؤكداً انه في حينه لا حجر يتحرك من مكانه إلاّ بإذن سوري وهكذا كان بعض البشر في لبنان وهو يعرفهم واحداً واحداً دون أن يسميهم على الرغم من مواقفهم المؤيدة لسوريا وتصريحاتهم المتناقضة فهم ممن يصنفون بالانتماء الى فريق 14/آذار/ ومعاداة سوريا.
حاول الأستاذ عوض التقرب ن الرئيس الشهيد رفيق الحريري غير أن الوشوشات الصادرة عن أولاد الكار وغيرهم حالوا دون ذلك، حيث نسبوا التصريحات الصادرة عن “المصادر” إنها فبركات صادرة عنه لموقفه السياسي وليست صادرة عن جهة في سوريا، ولمهنته الصادقة كان ضد شيطنة النظام السوري.
إبراهيم عوض يكرر ويتبنى قول الرئيس سليم الحص أن “سلاح الموقف (الكلمة) أمضى من وقع المدفع”.
ولا بد من الإشارة أن إبراهيم عوض رغب في بداية عمره أن يكون طبيباً، غير أن احترامه ومحبته وشغفه بالصحافي الكبير محمد حسنين هيكل شجعاه أن يسلك طريق الصحافة بكل الأقدام واضعاً نصب عينيه الحفاظ على القلم بإصرار.
هذا جزء بسيط جداً من مهماته السرية في حياته الصحفية واحتفظ بالباقي الى متى لا ندري حيث كانت له اتصالاته مع دولة الرئيس نبيه بري ووليد بك جنبلاط، ووزير الخارجية السورية السابق وليد المعلم، ووزير السياحة السوري السابق سعد الله آغا القلعة والسفير السعودي سابقاً في لبنان عبد العزيز الخوجة وعبد الرحمن الراشد واللواء رستم غزالة.
يمكن القول إن عائلته الصغيرة السيدة مهى ووحيدته رين كانتا كما جاء في الكتاب من المواكبين لمسيرته الصحفية في حلوها ومرها، حفظهما الله وأطال عمره.
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
بيروت في 30/6/2024