فرنجية للرباعية: أنا المرشح الوحيد الرسمي فلماذا انسحب؟!
بقلم// جويل بو يونس
تترقب المنطقة ومعها العالم بأكمله كيفية الرد الاسرائيلي على الرد الايراني الذي اشعل العالم واقفل مطارات دول عدة لساعات ليل السبت الاحد، والذي ومهما حاول البعض وصفه بالمسرحية الهزيلة ذات الاخراج الضعيف، الا انه يؤكد ان رسالة ايران العسكرية كما الاقتصادية وصلت باقل اضرار ممكنة هذه المرة، بعدما نجحت ايران باحداث رعب كاد يهدد بحرب شاملة، وفيما المنطقة بحالة الترقب هذه فالداخل اللبناني ينشغل بحراك من هنا واخر من هناك علّ أحد هذه التحركات ينجح بكسر الجمود السياسي المسيطر على الساحة اللبنانية.
فها هي الخماسية وبعد غياب قسري فرضته عطلة الاعياد التي طالت نوعا ما، تعود وهذه المرة بزخم اكبر مصممة على تقريب وجهات النظر، وها هو تكتل الاعتدال الوطني الذي دار سابقا بمبادرته على مختلف الكتل باعثا بتفاؤل ما، يجدد هو ايضا «شبابه» ولو بمحاولة اخيرة، ويكثف اجتماعاته لحسم امره باتجاه الاستمرار او الاعتذار مع شرح مسهب يضعه على مسمع اللبنانيين لكي يدركوا تماما من تجاوب ومن عطّل.
وبالانتظار، فقد لفت حراك الخماسية امس باتجاه بنشعي كما الصيفي ومقر تكتل الاعتدال، فمن حيث الشكل، فغيب او تغيّب السفير السعودي عن لقاء بنشعي له دلالاته، ولو ان البخاري ارسل اعتذاره مع الرباعية لوعكة صحية عابرة، اذ يعتبر مصدر متابع ان السفير البخاري قد يكون ارتأى انه من الافضل الا يكون مشاركا باجتماع الخماسية مع مرشح رئاسي هو سليمان فرنجية المدعوم من الثنائي الشيعي، ويتابع المصدر ان البخاري الذي لن يشارك ايضا على الارجح بالاجتماع المرتقب للخماسية مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يفضل الا يعمل البعض على استثمار حضوره عند فرنجية وغيابه عند باسيل كورقة داعمة لفرنجية، من هنا قد يكون فضل التغيب بالاجتماعين.
اما في المضمون، فتصف اوساط متابعة لحراك الخماسية اللقاء مع فرنجية بالجيد والصريح، وتكشف ان بعض الاسئلة طرحتها الخماسية او بالاحرى الرباعية على رئيس تيار المردة خاصة لجهة علاقته بحزب الله، وتضيف الاوساط بان فرنجية كان صريحا كالعادة اذ جدد تأييده العلني للمقاومة وانتمائه استراتيجيا لهذا الخط مؤكدا ان حزب الله يعتبر من الاحزاب القوية والموجودة في المجتمع اللبناني.
وفيما حرص فرنجية على التأكيد بانه مع وحدة لبنان والسلاح الواحد الا انه شدد في المقابل على ان البحث بموضوع الاستراتيجية الدفاعية «مش وقتو اليوم» نظرا لما يحصل ولما تشهده جبهة الجنوب اللبناني من اعتداءات اسرائيلية، شدد على ان الحلول التي قد ترسم للمنطقة قد ينضوي ضمنها هذا الموضوع.
وعن استمراره بالترشح كان فرنجية حازما بحسب الاوساط اذ اكد على مسمع الخماسية انه المرشح الرسمي الوحيد المدعوم من طرف قوي هو الثنائي الشيعي، حتى ان جهاد ازعور لم يعد مرشحا مطروحا وبالتالي سأل فرنجية اعضاء اللجنة: لماذا انسحب اذا؟
ومن بنشعي انتقلت الرباعية الى الصيفي حيث كان اللقاء مع رئيس حزب الكتائب سامي الجميل اكثر من صريح بعدما اعلنها صراحة الجميل بان السؤال الاساس هو ما اذا كان حزب الله مستعد للتخلي عن مرشحه سليمان فرنجية.
اما عند تكتل الاعتدال، الذي لطالما اعلنت الخماسية انها تدعم حراكه ومبادرته فكان لافتا خروج التكتل بعد الاجتماع ببيان هو اشبه برسالة تحذيرية للمعنيين تنذر بقرب انتهاء المبادرة وهذا تجلى واضحا بالفقرة الاخيرة من بيان الاعتدال الذي تضمنت دعوة ـ للزملاء في الكتل النيابية الاستفادة من الجهد المبذول من قِبل التكتّل والخماسيّة والإسراع في التعاون والتجاوب لما فيه مصلحة البلد لأنها الفرصة شبه الأخيرة في الوقت الحاضر للخروج من المأزق الرّئاسي، كما اعلن الاعتدال انه على ضوء نتائج هذا الحراك سيكون للتكتل موقف معلن وواضح حول نتائج التحرّك وعمل التكتل لتحديد المسؤوليّات من خلال الاحتكام إلى الشعب اللبناني وتوضيح مدى تجاوب كل فريق من عدمه.
وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان تكتل الاعتدال سيعقد بالساعات القليلة المقبلة اجتماعا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري «قائد اللعبة» بأكملها وقد يخرج عنهم موقف لافت بعد اجتماع عين التينة باعتبار ان اول اجتماع للتكتل كان في اروقة عين التنية التي «دفشت» نواب الاعتدال باتجاه التحرك.
وحول محصلة لقاءات الامس، اكد السفير المعروف «بلباقته الاعلامية» وحسن علاقاته مع جميع الاطراف، سفير مصر علاء موسى، في اتصال مع الديار، بان اجواء اللقاءات كانت صريحة وايجابية، موضحا ان اللقاء مع فرنجية لم يأت كون فرنجية مرشحا انما تم الاجتماع به كزعيم كتلة سياسية وحزب اساسي.
وردا على سؤال عن مدى استعداد فرنجية للانسحاب، لفت موسى الى ان ما سمعته الخماسية في بنشعي لم يكن جديدا بل معروفا وهو ان «فرنجية لا يزال متمسكا بترشيحه وهو يعتبر ان لديه فرصا»، وهو «اي فرنجية يعتبر انه المرشح الوحيد الرسمي اذ لا يتقدمه احد» في اشارة الى ان جهاد ازعور لم يعد موجودا كمرشح رئاسي.
كما اكد السفير المصري ان فرنجية ابدى دعمه لمبادرة بري وهو لا يمانع الحوار.
وحول اللقاء مع سامي الجميل، أوضح موسى «بان اللقاء كان صريحا إلى أبعد حد والقى الكثير من الضوء على أمور تستوجب المعالجة والايضاح، ويمكن كذلك وصفه بالمشجع مع إمكانية البناء عليه مستقبلا».
اما عن اللقاء مع تكتل الاعتدال، فاكد موسى ان الاجواء كانت جيدة وان اللجنة طرحت اسئلة على اعضاء التكتل لا تزال تحتاج لاجابات وقد وعد تكتل الاعتدال بتأمينها في غضون اسبوع. وشدد موسى على ان مبادرة الاعتدال لا تزال موجودة ووصف افكارها بالجيدة لكنها تحتاج لايضاحات ببعض نقاطها لا تتناول الشكل انما الهدف كما قال.
وفيما اكد سفير مصر عبر الديار ان حراك الخماسية مستمر وستكثف جهودها في محاولة لتذليل ما امكن من عقبات، اشار الى ان اللقاء الذي سيجمعهم اليوم برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هو لقاء مهم ولاسيما ان باسيل رئيس كتلة ورئيس حزب كببر في البلد».
على اي حال وبالانتظار، يؤكد مصدر موثوق للديار بان كل الحراك الحاصل هو لتقطيع ما امكن من وقت ضروري قبل حلول موعد التسوية الموعودة فكلمة السر لم تأت بعد. ويكشف المصدر ان التخبط داخل الخماسية لا يزال على حاله ولو انها توحي بالعلن انها موحدة في ما بينها، فالواقع لا يعكس ذلك وسط معلومات تفيد بان السعودية وفرنسا تغردان على ضفة فيما قطر والولايات المتحدة فتغردان على ضفة اخرى اما مصر فيحاول سفيرها الذي يشهد له الجميع بنشاطه ولغته الديبلوماسية المحنكة، فتحاول عدم اخذ طرف مع هذا او ذاك.
وبانتظار ساعة الصفر، فالاكيد وعلى الرغم من كل الحراك الديبلوماسي الا تطور رئاسيا سيحصل قريبا لا بل قبل انتهاء الحرب على غزة وبعدها يضع كل طرف اوراقه على الطاولة والقوي يفرض الشروط التي يريد!
عن صحيفة “الديار”