ملف “أنا والزمن والفن” الحلقة 2/ ليليان نمري: هذا من صفعني بقوة ولا زلت اتعالج بسببه!
ملف “أنا والزمن والفن” الحلقة 2
ليليان نمري: هذا من صفعني بقوة ولا زلت اتعالج بسببه!
# أنا في وطن الإنتظار وأعيش في كوكبي ولو وجدت مهنة تعيلني لاعتزل الفن!
# أنا قريبة وبعيدة ومتواجدة رغم الغياب و” قربوا لنسبكم وبعِدوا لنحبكم”!
# صدقي ووفائي يتعباني واكتشفت أن النوعية أهم من الكمية في كل الأمور!
# في الفن هنالك المتاعب والغيرة والحسد وقطع الرزق والنجاح والصبر!
… يمر الزمان بالقرب منا فيترك بصمته علينا، ويخاوينا العمر فيرسم مشوار ملامحه فينا، ونصر أن نصادق البشر فنعيش معهم وحولهم بأشواك الفرح وتعب الحضور، وإن توافقنا مع الفن، وهو عملة نادرة يزرعها الله في قلة يختارها منا نسعد للتعب الذي يشاركنا الضوء…
وضيفة حلقة اليوم من ملف “أنا والزمن والفن” عاشت مع كبار، وزاملت الكبار، وتركت بصمة كبيرة في الدراما، إنها الضاحكة وسيدة الكوميديا، وأميرة الانتظار القديرة ليليان نمري.
ناضجة العطاء والموهبة لذلك تُحارب ويغيرون منها، وتستمر بتقديم الأجمل. وصابره مع ابتسامة كبيرة رغم إن الحياة لم تنصفها، ولكن الناس والرحمن انصفاها. هي لا تعرف الغدر وتسامح، وتقدم العون حسب امكانياتها…هي متصالحة مع موهبتها وفنها وحياتها…
أجرى الحوار// جهاد أيوب
###
▪︎ النوعية
* أين أنت ؟
– أنا في وطن الانتظار أُصلي وأترقب…أنا هنا دائماً…
* أين مكانك في الساحة؟
– أنا موجودة رغم الغياب في شهر رمضان الحالي، والحمدلله عدة محطات تعيد الكثير من الأعمال التي شاركت بها… ومن ترك بصمة جميلة لا يُنسى بسهولة، وأعتقد تركت بصمة في كل عمل شاركت به.
* أين أعمالك المنافسة؟
– لم أفكر يوماً إلا بالمنافسة الشريفة المُحبة… فنحن نكمل بعضنا البعض لتقديم الأفضل…الجميع يعرف أنني من جيل يحترم العمل وجميع من في العمل.
* أين طلباتك الإعلامية؟
– الحمدلله من يوم ولادتي الصحافة والإعلام انصفوني بكل حب ولو كانوا قِلة، ولكن مازال البعض يملك الضمير والوعي بعيداً عن التزلف والمصالح…
* أين أنت من الوسط الفني؟
– أنا قريبة وبعيدة…لديّ أصدقاء اعتبرهم إخوتي وأولادي ونلتقي قليلاً، ونقوم بواجباتنا الحبية في الأفراح والأتراح، والسؤال عن الصحة والأحوال والأوضاع قائم، وبصراحة من زمان أنا هكذا، وهكذا تربيت، أقصد منذ سنوات متقيدة بالمَثل القائل:” قربوا لنسبكم وبعِدوا لنحبكم “… فأنا بعيدة عن تلبيه السهر، وسهراتي محصورة في حفلة تكريم موجهة إليّ أو لكبار المبدعين أو زفاف أبناء المقربين مني، ونفرح من العزابي يا رب…
* أين أنت من الصداقة والأخلاص؟
– لدي أصدقاء أحبهم واحترمهم ويبادلونني ذلك والحمدلله، منهم من هم من عمري، ومنهم مثل أولادي، ولكن أصبحوا قلة جداً جداً والحمدلله، وأكثر ما يتعبني في حياتي صدقي ووفائي، ودائماً أبحث عن من يشبه قلبي، وبعد هذا العمر إكتشفت أن النوعية أهم من الكمية في كل شيء وخاصة الأصدقاء…
* أين أنت من أنت؟
– أنا متصالحة مع نفسي، وأعرف مكانتي، وقلبي مفعم بالمحبة للجميع وللحياة التي أعيشها بهدوء بين القراءة والخياطة والتطريز والرسم…أنا أعيش في كوكبي الخاص، وراحتي النفسية تكمن بإيماني وعدم التدخل في شؤون الآخرين، والأهم أُعامل الناس كما أتمنى ان يعاملونني!
###
▪︎الغيرة والحسد
* هل أنت راضية على وجودك الفني؟
– رغم أني لم أخطط لأكون ممثلة، ولم اطمح للشهرة ودخول الوسط الفني لأنني بدأث بالتمثيل وعمري ست سنوات، والحمدلله بعد ٥٧ عاماً من الجهد والتعب، أنا راضية على أكثر أعمالي بسبب اختياراتي الدقيقة، ولم اكترث لوجودي العشوائي في أي عمل، وإلا لكانت احوالي المادية أفضل بكثير بكثير والكثير، واشكر الرحمن أنني حتى الآن كرمت أكثر من ٩٨ مرة…أنا راضية بمحبة الجمهور ومن كرمني !
* هل أنت منسجمة مع مشوارك الشخصي والفني؟
– لا أحد ينسجم بالمُطلق في الحياة والعمل، هناك المتاعب والانشقاقات والغيرة والحسد وقطع الأرزاق، وهناك النجاح والإصرار والصبر والإيمان لنتخطى كل ما نمر به من تجارب …!
* هل أنت تعيدين تجربتك لو بدأت من جديد؟
– لا أعلم…!
ولا أحد يستطيع تغيير المكتوب، ربما كنت أتمنى أن أكون طبيبة أطفال، ولكن شاء القدر أن تندلع الحروب في وطني، ولم أكمل تعليمي الجامعي فأكملت مسيرتي الفنية والتي نجحت بها منذ صغري، وكما أنني لم أعمل أي مهنة ثانية في حياتي، ولم أندم فهذا قَدري، ولو استطعت أن امتهن مهنة تعيلني وتعيل أهلي لربما اعتزلت …!
* هل أنت الأكذب في عالمك؟
– أنا أكره الكذب والكذابين… الكذب افتراء والمُفتري إبن الشيطان…وأقولها بصراحة، والكل يعرف أن صِدقي الزائد اخسرني الكثير للأسف، وهناك الكثير من البشر يعشقون المتزلفين والكذابين والمظاهر، أنا عكس كل هذا، لذلك ادفع الثمن، ولكن أنام مرتاحة فضميري أكثر راحة!
* هل أنت تغدرين الصديق ولا تهتمين؟
– أكره الغدر، الغدر صفة سيئة، وبالنسبة لي يأتي بعد الكذب… أنا لم أغدر رغم الغدر الذي طالني، ولم أخذ بالثأر رغم الطعن الذي تعرضت له، ولم أعامل بالمِثل يوماً رغم الظلم الذي وجدته في المهنة وفي حياتي…أنا مؤمنة وأخاف الله، لذلك بسرعة أسامح، وأخذ حذري من الغدار!
* هل أنت حققت أحلامك؟
– من يقول إنه حقق أحلامه يضحك على نفسه وعلى الآخرين، ولكنني قنوعة، وراضية ومرضية بما كتبه واراده الله لي، واسعى دائماً أن يبقى راضياً عني…والحمدلله على كل نِعمه علينا.
* هل استطعت أن تكونين علامة فارقة في حياتك وفي فنك؟
– طبعاً… والحمدلله… أنا لم أُقلد أحداً في كل مسيرتي، ولم أسعى لأكون غيري، ولا أشبه أحداً… والكل يشهد أني قدمت تاريخاً من العطاء، ومن الصعب أن يُنسى او يُلغى…
* هل أنت أنت؟
– أنا أنا، ولم أتغير في حياتي في أي شيء، ولم استطع أن أضع أي قناع لإرضاء أحد أو مسايرة لأحد، والصراحة كانت ولا تزال من أهم الميزات في حياتي، وصراحتي مهذبة وبعيدة عن الوقاحة والتجريح .
###
▪︎هذا من صفعني
* من تتمنين أن لا يكرر تجربتك؟
– تحملت مسؤولية منذ صغري، وفي الحياة ومنذ ٣٥ عاماً أنا المرأة والرجُل في المنزل، وتحملت مسؤوليتي ومسؤوليات غيري، وتحملت رعاية أهلي، ولم يتركني الله يوماً والحمدلله…لذلك لا أتمنى لأحد أن يكرر تجربتي حتى لا يتعذب ويتعب، أنا أتمنى الخير للجميع.
* من ساعدك في الحياة وفي الفن؟
– أنا تأسست في كنف عائلة مؤمنة وصبورة، وتحمل تاريخاً مشرفاً في الفن والعطاء والاعمال الخيرية، وتعلمت منهم الكثير في الفن والحياة…ولم يكن الفضل في مسيرتي لأحد، وموهبتي هي التي فرضتني…
* من ساعدت في الحياة وفي الفن؟
– ساعدت الكثيرين، وعلى قدر استطاعتي في الحياة، وأنا لست مليونيرة ولا أملك جمعية خيرية لاقدم المزيد، وللأسف أغلبية الناس يظنون أن كل الممثلين أغنياء… وفي الفن لا أملك شركة إنتاج، ولكن التشجيع للغير من قلب قلبي ومن حبي، واسعى من خلال المساعدة والإرشاد لكل موهوب حقيقي، وأحترم عطاء الكبير والصغير، وأيضاً لم أعطي وعداً يوماً لأي شخص بالمساعدة إن لم يكن بإستطاعتي ذلك…
* من صادقته وندمت على صداقته؟
– لم أندم على صداقة أحد، ولكن أندم على ثقتي الزائدة التي دربتها منذ سنوات حتى الآن، وللأسف لم أعد أثق بأحد، وخاصة من يقول لي : “أنت ِ بمثابة أختي أو أمي”…ومع ذلك الدنيا ما بتخلا من ولاد الحلال .
* من الشخص الذي تتمني أن تكوني هو؟
– لم أتمنى يوماً أن أكون شخصاً آخر…كل ما يهمني هو أن أعيش في رضى الله، وأن أكون مثالاً طيباً لجيل الشباب إجتماعياً وفنياً…
* من الذي صفعك ولا تسامحينه؟
– الصفعة الحقيقة جاءت من أحد الممثلين، ومنذ ٣٠ عاماً حيث صفعني في مشهد لم يكن مذكور في النص أصلا،ً والمشهد ككل لا يحتمل هذا الانفعال، وتفاجأنا جميعاً، وما زلت حتى الآن اعالج إذني من الأوجاع المزمنة.. الله يسامحه ويرحمه …
أما الصفعات المجازية فهي أصعب واخطر… وأيضاً تخطيتها بالصلاة والإيمان بإن الله هو المنتقم.
* من أنت؟
– أنا إنسانة بسيطة وهادئة وخجولة بعكس الأدوار التي أسندت إليّ مثل أدوار المرأة “القوية”!
وكما لم اطمح إلى الثروة والشهرة، وعشت عمري أبحث عن المحبة والسلام والاستقرار، وأصبحت قوية رغماً عني لاواجه كل المصاعب والمتاعب والحروب والغدر، واكتشفت أن صديقتي الصدوقة بعد أمي كانت “ماكينة الخياطة” التي أهرب إليها عندما افتقد لمن أتكلم معه ويسمعني أو عندما أبكي وهو لا يضحك، وعندما أخبره عن عمل أود إنجازه ويُحطم طموحي، وأيضاً هذا حالي مع قلة قليلة من الأصدقاء الذين أثق بهم… وطبعاً أولاً وأخيراً الله هو الملجأ الوحيد لحياتي والسّند والحُصن المتين…
###########