ويُحدِثونك عن الاستقلال/ بقلم د.رأفت محمد رشيد الميقاتي

كتب الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي مقالة لمناسبة عيد الاستقلال:

لا الأرزُ حُرٌّ.. لا الثلوجُ نقاءُ
والشعبُ أُعدِمَ .. طوَّقتهُ دماءُ 🩸🩸

لم يبقَ مِنْ عَلَمٍ يُلَمْلِمُ موطنًا
إلا السواري.. نالَها الإعياءُ

ومتى استقلّتْ بالقرار بلادنا؟
والقائمون بغَدْرِنَا أُجَرَاءُ!!

هل تستقلُّ الأرض عن مُحْتلّها
إن كانَ منه تسلُّحٌ وغذاءُ!!!

ومناهجٌ ..ومدارسٌ ..وثقافةٌ
شاشاتُنا ..يزهو بها الدخلاءُ

وقروضُهم ممزوجةٌ برِباهُمُ
وعيونُهم مزروعةٌ نكراءُ

أين استقاءٌ من سماءٍ وحيَها
بل أينَ أينَ شريعةٌ سمحاءُ؟!

هل أُجلِيَتْ تلك “الحَنونُ” فرَنْسةٌ!!
ماذا يقول من العُلا الشهداءُ!!!

ماذا تبقّى من سيادةِ مَوْطنٍ
ساسَتْهُ قهرًا عُصبةٌ سوداءُ؟!!

حربٌ ضروسٌ أحرقتْ
أجيالنا
ومرادُهم مِن شرقِنا الإفناءُ

لم يبقَ من مالِ الخزينةِ ليرةٌ
قد أُفرِغتْ ..منهوبةٌ..بيضاءُ

وزراعةٌ وتجارةٌ قد أُفلسَت
ومصانعٌ ومصارفٌ وقضاءُ

أم كيف نحسبُ أننا في دولةٍ
فيها المُواطنُ همُّه الإجلاءُ!!!

مذْ رَسَّمَتْ تلكَ الحدودَ أناملٌ
عبَثتْ …ونارُ سياسةٍ خرقاءُ

كيف الرجاءُ بمخرجٍ من ضيقنا
إن سُلّطتْ في أرضِنا السفهاءُ!!

إن حُوربَ الفضلاءُ في أرزاقهم
إن أُقصي الحكماءُ والأكْفاءُ!!

إن مُكّن التفهاء من “إعلامنا”
إن غُيّبَ الإصلاحُ والفُضلاءُ!!

أم كيف تُرجى للبلاد مكانةٌ وبِنَهْشِها يتسابقُ “الكبراءُ”!!

هذا يُرسِّمُ بحرَنا لعدوّنا ؟!
بجنايةٍ ..نَعِمَتْ بهِ الأعداءُ

ويَشيدُ ذاكَ “عنابرًا” في مرفأ
نُثِرَت على جنَباتِه الأشلاءُ!

والباطنيةُ في علوّ غرورهم
راموا الحوارَ وأُذنهم طرشاءُ

وبطاحُ أرض الشام أضحت
جارةً
عنوانها البأساءُ والضراءُ

فاضتْ بتهجيرٍ يؤرّقُ مضجعًا
“لا عودةً “…قد قالها ” الكبراءُ”

صهيونُ يعبثُ في جنوب بلادنا
وبغزّةٍ ..يتدفّق الشهداءُ

فهل استقلّتْ أرضنا عن ظالمٍ
إن كان أفرغَ رأسَها الغرباءُ

وسفيرةُ الطغيان تُملي قولها
جلساؤها الأذيالُ والصغراءُ

بالظلم لا تبنى البلاد وإنما
تُجلى الوفود ويسحب السفراءُ

فمتى إلى المولى نؤوبُ لعلّها
بالعدل تُخصِب أرضُنا الجَدْباءُ ؟!

أمَّا إذا عمِيَتْ وصَمّتْ أنفسٌ
منّا، فما في العيشِ بعدُ رجاءُ

فلْتُنكَسِ الأعلامُ خِزيًا.. وليُقَمْ
حُزنًا علينا مأتمٌ وعزاءُ🩸