“الانتشار” يكشف الدافع وراء إصدار السعودية بيانها التحذيري
"جهة عربية" لم يرُق لها مساعي التهدئة في " عين الحلوة" وكانت تؤثر امتداد المعارك خارجه
دون سابق إنذار أو مؤشرات تفيد بتوجه سعودي إلى تكرار تحذير رعاياها من زيارة لبنان، جاء إعلان سفارتها لدى لبنان “المفاجئ”، قبل منتصف ليل الجمعة – السبت بقليل. وقد حمل هذه المرة ليس التحذير فحسب، بل الطلب “بمغادرة لبنان بسرعة”. وهذا الأمر دفع أهل الدولة للاستنفار للاستفسار عما دفع بالرياض إلى إطلاق هذا التنبيه، علمًا بأن زيارات السعوديين إلى لبنان قد أصبحت شبه منعدمة منذ سنوات، وإن وُجِدوا فعددهم لا يتجاوز أصابع اليد.
واللافت أن “التحذير” السعودي تزامن مع سلسلة من البيانات من دول خليجية أخرى، والتي كانت تشابه في المضمون ما صدر عن سفارة المملكة في بيروت. ولحقت بها ألمانيا في ذلك قبل أن تنفي وتوضح أنها لم تطلب من مواطنيها المغادرة، بل أكدت توخي الحذر.
لم يُكشف المعنيون عن المعلومات التي تلقوها حول خلفيات البيان السعودي. وفي الوقت نفسه، سارع الرئيس نجيب ميقاتي، الذي شعر بخطورة الأمر، إلى الاتصال بوزيري الخارجية والداخلية لمتابعة الموضوع، وطلب من الثاني عقد اجتماع لمجلس الأمن المركزي بخصوص هذا الأمر.
وفي غضون ساعات قليلة من “التحذير” السعودي، بدأت المعلومات تتجمع لدى المتابعين، وأفادت بأن جهة عربية نافذة تقف وراء ذلك، وقد نُفِذَت تصرفات مشابهة مع جهة أخرى، والتي لم تسعَ للتهدئة في مخيم “عين الحلوة”، بل أثرت في تصاعد المعارك داخله وحتى امتدادها خارجه ووصولها إلى زعزعة الأمن في لبنان، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع المالي والمعيشي المتردين.
وفي هذا السياق، أشارت المعلومات التي تجمعت لدى “الانتشار”، إلى أن الرياض قدمت توجيهات للجهة العربية المعنية تنسيقًا مع نواياها، ما دفعها إلى إصدار بيانها المذكور. وعلى الرغم من ذلك، جرت اتصالات سريعة على أعلى المستويات مع الجهة العربية المعنية، والتي ترغب في الظهور بأنها تريد تسوية بعض الخلافات مع جهة أخرى، مما أدى إلى تراجعها عن مخططها بعدما تم الكشف عن دورها. هذا يشير إلى أن التهدئة في “عين الحلوة” مستمرة، ويبدو أن هناك آمالًا في تلاشي المخاوف السعودية والمخاوف الأخرى. والتي حملت بيان السفارات بطرحها إشكالية للرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط.