حتى لا تكون طرابلس في الاستنقاع!
====كتب د.خلدون الشريف
في لبنان، يتهمون كل شيعي معارض لسياسة ايران او حزب الله بأنه من “شيعة السفارة” و يتهمون كل سني يريد لقاء شخصية ايرانية انه “فارسي مجوسي، تخلى عن عروبته”.
في لبنان يتعرض الشيعي الذي يتلاقى مع مكونات ١٤ آذار(سابقًا)للنفي المعنوي
و السني الذي يدعو مستشارًا ثقافيًا ليحاضر في مدينة العز طرابلس، يتعرض للضغوط و الإكراه لإلغاء النشاط.
ايران رسميًا ليست دولة معادية للبنان، ولها بعثة ديبلوماسية رفيعة، تشارك في كل النشاطات الرسمية للدولة اللبنانية و الحكومة و يزور سفير ايران رئيس الحكومة بشكل دوري و لو أن بعضنا في لبنان (وأنا منهم) لا نحب سياستها و أداءها و لكننا في الوقت عينه لا نحب و لا نرضى عن سياسة الولايات المتحدة التي تعمل فقط من اجل ارضاء إسرائيل مغتصبة القدس عاصمة فلسطين مسرى الرسول و مهد كنيسة القيامة.
لا يمكن لمدينة ان تتمتع بدور اكبر، كما يطالب ابناءها، ما لم تفتح ذراعيها و نوافذها للشمس.ما يميز المدن عادة المساحات الثقافية و الصروح الجامعية التي تتحول إلى بوتقة ينصهر فيها الجميع.
ليأت اي زائر وجوده في لبنان شرعي، ولنتجمع ، ولنرفع الشعارات المنددة بزيارته ..بكل أدب.
لنستمع و نناقش و نرفع بوجهه الصوت…بكل أدب .
بيروت تستقبل الجميع على كل منابرها في ندوات و لقاءات و مناسبات كثيرة.
كذا يكون الدور و كذا تتطور الوظيفة.
من ضغط ليلغي زيارة المستشار الثقافي الإيراني يريد لطرابلس ان تبقى في استنقاع و ليبقى ناسها بين يديه غب الطلب
و هو لا يريد لها ان تكون”المدينة”و لو أنها و بكل صدق لاتهوى ايران و لا سياساتها.
المدينة وظيفة، المدينة ثقافة، المدينة نقطة ارتكاز.
نحن بحاجة لنعيد طرابلس مدينة عربية شرق اوسطية مطلة على البحر و منفتحة لكل الحضارات، صاحبة رأي لكن تقبل الآخر، تعارضه، تواجهه، تلتقي معه و تختلف لكنها لا تغلق نوافذها للشمس.
كان يكفي ان نسأل سعادة المستشار، لماذا اختطفتم ابن قلمون طرابلس نزار زكا و كيف افرجتم عنه؟ ماذا أخذتم من اميركا ثمنًا؟ لنطلق نقاشًا يؤشر إلى معرفتنا بسعي ايران للعب دور إقليمي اكبر على حساب العرب، بالتوافق مع اميركا، في الإقليم.
*في نفس ميقات زيارة المستشار الإيراني المفترضة، استقبلت في داري في الفيحاء، المسجون خطفًا و المفرج عنه، نزار زكا ابن القلمون الذي قضى ما قضى من عذابات في سجون ايران.