الشعار لوفد ملتقى الأديان: هناك استخدام للعاطفة الدينية لتفجير الأحقاد
استقبل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في مكتبه في دار الفتوى في طرابلس، وفدا من اللقاء التشاوري لملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار وشبكة الأمان للسلم الأهلي، في إطار جولة قام بها الوفد في مدينة طرابلس لتأكيد التضامن مع أبنائها في مواجهة الإرهاب والتضامن مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
وضم الوفد الأمين العام لملتقى الأديان للثقافة والتنمية والحوار الشيخ حسين شحادة ممثلا العلامة علي فضل الله، رئيس نادي الشرق لحوار الحضارات إيلي سرغاني ممثلا المطران عصام درويش، رئيس المركز الثقافي الإسلامي الدكتور وجيه فانوس، عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديموقراطي مهدي مصطفى، رئيس المنتدى القومي العربي في الشمال فيصل درنيقة، منسق اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي في الشمال جوزف محفوض.
وعقب اللقاء أدلى الشعار بتصريح قال فيه: “نحن في لبنان ينبغي ان نحافظ على هذا الوطن، وفرصة لنا بهذا التعدد، وليس هناك من سني اختلف مع شيعي في قضية دينية. القصة من 1400 سنة هل اليوم انتبهنا؟ لا، هذا خداع، ولكن هناك استخدام للعاطفة الدينية والمعتقد الديني والشعائر الدينية من اجل تفجير الأحقاد، وهذا لا يليق على الإطلاق. نحن قوم ينبغي ان نبرهن عن رقينا وتحضرنا، نحن مميزون ليس فقط في بيوتنا وفي اناقتنا، بل في اخلاقنا وروحنا الوطنية، وهذا امر في غاية الأهمية”.
وشكر الحضور واعتبر زيارتهم “ترجمة حقيقية للعاطفة التي آلمت جميع اللبنانيين، وقد إستقبلت في الأيام الماضية الكثير من المسؤولين وكنت اركز على امر أساسي معهم، أنه لا يكفي ان اقول لا إرهاب في طرابلس، فالكل يعلم ذلك، نحن ينبغي ان ننتقل إلى خطوة امامية ونقول ما هي الأسباب التي أدت إلى ان يمارس هؤلاء الشبان الإرهاب وان يضحوا بحياتهم؟ هناك حرمان وظلم وفقر وضغط، والدولة مسؤولة، ويجب ان تفكر في هذا، والمريض يحال على المستشفى للعلاج، وحتى المتطرفون الذين لديهم تطرف فكري الدولة هي المسؤولة عنهم، ومؤتمنة عليهم لإعادة تأهيلهم من أجل تنشئتهم من جديد وصقلهم وتوعيتهم.
أعتقد أن الإرهاب كلمة طارئة علينا، وليس له وجود في قيمنا، وقد سرني جدا ما سمعته من البابا “أن هناك متطرفين من كل الطوائف ولكن ليس هناك من دين يدعو إلى التطرف”. هذا صحيح، وهناك عدم معرفة للناس بحقيقة الدين، ولو عرفوا ذلك لجمعتهم المحبة والإنسانية والرحمة، ينبغي ان يفكر المسؤولون في لبنان بهذا الأمر.
وهناك أمر أخير أحب ان اركز عليه: لبنان مر بمراحل صعبة جدا، والإرهاب ليس الممارسة العسكرية والقتل فقط، هناك إرهاب فكري وسياسي وثقافي، وفي بعض الأوقات ليس لدى الإنسان قدرة ان يقول رأيه امام تيار من المعقدين في قضية معينة، لا، نحن ينبغي ان نعمل في إطار تنمية الثقافة التي هي محضن جامع، وليس بإمكان المسلم ان يجمع كل الوطن ولا المسيحي ايضا، ولكن الثقافة والفكر، ومصلحة الإنسان يمكن ان تدفع كل الناس لكي يجتمعوا، وكلما نمت الثقافة تتسع المدارك، وإذا اتسعت المدارك تصبح هناك نظرة ابعد، وعندها يمكن كل واحد ان يتكلم، وبالتالي يجد الآخرون ان فلانا يتحدث بضمير لأن الثقافة اتسعت، وآمل ان يكون هناك دور إيجابي في العمل وتشجيع الإطار الثقافي والفكري، وان نرفع الصوت امام الممارسات السياسية التي فيها نوع من الإحتقان، فنحن أقوياء عندما يقف كل منا امام الدستور والقوة ليس بتجاوز الدستور لأن اللبنانيين إتفقوا على ان يكون الدستور مرجعهم”.