ثنائية سنية جديدة تلوح في أفق بيروت

بات على “تيار المستقبل”، رئيساً وقيادات وأعضاء، عقد خلوة تمتد لأيام غايتها اجراء نقد ذاتي لأدائه ونهجه، بعد التراجع الملحوظ الذي أصابه على صعيد قاعدته الشعبية، والذي ظهر جليا في الآونة الأخيرة تحديداً، بعد نتائج الانتخابات النيابية في بيروت وما ف بدا واضحا في الانتخابات الفرعية التي جرت في طرابلس إثر قبول الطعن بنيابة ديما جمالي والنسبة المتدنية التي صوتت للأخيرة، وصولا الى المفاجأة المدوية التي حصلت أمس الأحد في انتخابات نقابة أطباء بيروت، بإعلان فوزلائحة “النقابة تجمعنا” التي يدعمها “حزب الحوار الوطني” و”التيار الوطني الحر” و”حزب الله” و”حزب الكتائب” و”القوات” و”الطاشناق” بكامل أعضائها حيث تصدر النقيب السابق شرف بوشرف النتائج.
ويرى مراقبون ومتابعون للعملية الانتخابية، أن الفوز المذكور ما كان ليتحقق بهذا الشكل لولا الدعم الفعّال للأطباء المنتمين الى الحزب المذكور والمتعاطفين معه، وكذلك فريق عمل الحزب الذين أبلوا البلاء الحسن، إذ حصل مرشح الأخير، الدكتور دريد عويدات على نسبة عالية من الأصوات (1282) وبفارق ضئيل جدا بينه وبين النقيب المعاد انتخابه (1445). كذلك أظهرت الأصوات التي حظي بها عويدات حجم الخسارة التي مُنيَ بها مرشح “المستقبل” بدر وفيق زيدان الذي لم يحزعلى أكثر من(718) صوتا،ً وفي ذلك دلالة واضحة على ما عنيناه في التراجع الشعبي الذي استهللنا به “الموقف السياسي” لـ “الانتشار”.
ماذا نستنتج مما جرى على ساحة أطباء بيروت ونقابتهم؟.
الجواب الفوري عن السؤال يفيدنا بأن “تيار المستقبل” لم تعد له الكلمة الفصل في هكذا انتخابات. وبات على القيمين عليه أن يعيدوا حساباتهم جيدا. ويراقبوا بدقة حركة النائب فؤاد مخزومي الذي “كمنوا” له أكثر من مرة في الانتخابات النيابية الأخيرة. وشنوا عليه حرباً شعواء في كل الاتجاهات وكل ذلك لم يحل دون نجاحه في الانتخابات المذكورة رغم تدخل أطراف في السلطة حينذاك للحؤول دون ذلك.
واذا كان فوز فؤاد مخزومي بالنيابة قد مضى عليه أكثر من عام، فان ما شهدته بيروت أمس دلّ بما لا يقبل الشكّ على أن الأحادية السنّية التي كان يمثلها “المستقبل” بشخص زعيمه الرئيس سعد الحريري ما عادت كذلك، بعد أن تحولت “ثنائية”، وفقا لما ذكره محللون سياسيون محايدون، ومعهم وزراء حاليون وسابقون قالوا بوضوح أن على “تيار المستقبل” من الآن وصاعداَ أن يُقرّ بوجود منافس له في بيروت وحتى أبعد منها على الساحة السنية. وما عليه الا أن يراجع جيدا هذه الالتفافة الشعبية السياسية التي أحاطت بمخزومي إبان زيارته لكل من صيدا الأسبوع الماضي ولطرابلس يوم الجمعة الماضي التي قصدها كنائب عن كل لبنان للاطلاع على أحوالها بعد العملية الارهابية التي أنغصت فرحة عيد الفطر المبارك لدى أبناء الفيحاء وأهلها.
الانتشار