غزوة الخندق الغميق/ عبد الفتاح خطاب*

لم تتمكن السُلطة من فتح الطرقات عبر الجيش والقوى الأمنية، فتحرّك المواطنون العفويون المُتضررون من قطع عيشهم وقاموا بالمهمّة!!

هكذا، فرز اليوم الثالث عشر ما بين المواطنين الشرفاء الحريصين على الأخلاق وفتح الطرقات كي تسترزق الناس، وبين الزعران الفاجرين فارضي الخوّات والمرتهنين للخارج!!

وكان لا بُدّ من عذر كبير، فتمّ اتهام معتصمي ساحتي الشهداء ورياض الصلح بشتم الإمام الحسين!! طبعاً إضافة إلى التهمة الدائمة وهي شتم السيّد حسن نصر الله والرئيس نبيه برّي .. والرئيس ميشال عون!

وزيادة في تكبير حجم الإدانة، طاول الاتهام المعتصمين باحتساء قناني البيرة (التي لا يشربها الشرفاء ولا حلفاؤهم العونيين)، وتدخين الحشيشة (المزروعة في باب التبانة والطريق الجديدة) وتعاطي المخدرات المُصنّعة في مصانع الكبتغون (في صيدا وبرجا)!!

وتطبيقاً للمثل الشعبي «ضربني وبكى .. سبقني واشتكى!!»، واعتبار 29 تشرين الأول 2019 استمراراً لنهج اليوم المجيد 7 أيار 2008، جرت وقائع غزوة الخندق الغميق، وسُجِّل إنجاز لبناني جديد بتدمير وحرق ساحتي الاعتصام في الشهداء ورياض الصلح والاعتداء على العشرات، دون توقيف أي شخص!

وصلت الرسالة: ممنوع أن يتحرر لبنان من سجن المذاهب!!

 

* كاتب وباحث

مقالات ذات صلة