كلام الاسمر بحق صفير يتفاعل… وتواصل الدعوات لاقالته ومحاكمته

لا يزال الكلام الذي صدر عن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر بحق المثلث الرحمات البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير يتفاعل سياسياً وشعبياً.
وغرّد الرئيس السابق ميشال سليمان عبر “تويتر: “لو كان البطريرك صفير حياً على الارض لسامح من اساء اليه كما فعل دائماً، لكن افضل توبة عن الفعل القبيح ابتعاد الفاعل عن المسرح وسيكون هذا درساً مُفيداً للجميع، خاصة ان العمّال هم الشريحة الاكبر والانقى في المجتمع”.
كذلك، كتب وزير العمل كميل ابو سليمان على “تويتر”، قائلا: “من المعيب التطاول على من اعطي مجد لبنان بطريرك الاستقلال الثاني وايقونة بكركي، على من كان خادما أمينا لشعبه بتواضع ومحبة وحارسا صلبا وحكيما لسيادة الوطن. اسفاف بشارة الاسمر وصمة عار وسنتخذ كوزارة عمل الإجراءات التي يتيحها القانون في حقه”.
وغرّد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي عبر حسابه على تويتر قائلا “لأن لا حرية دون مسؤولية، ولأن المسؤول مسؤول امام الذين يمثلهم وامام الناس، ولأن الرموز تختزن الهوية والمشاعر، ولأن بشارة الأسمر أهان ما يمثله الراحل الكبير غبطة أبينا البطريرك صفير في وجدان المسيحيين والشعب اللبناني، عليه الاعتذار والاستقالة وتحمّل مسؤولية كلامه امام القضاء”.
من جهته، دعا النائب ميشال ضاهر الأسمر إلى الاستقالة فوراً من منصبه. وكتب على صفحته على موقع “تويتر” “ما قاله رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر مستنكر ومرفوض ومدان، وهو يتنافى تماما مع أخلاقياتنا الاجتماعية والسياسة، ومع الحد الأدنى من أدبيات الحديث والخطاب تجاه شخصية استثنائية في تاريخ لبنان”.
اضاف “الاعتذار ليس كافيا ازاء هذه الخطيئة. لا بد من استقالة بشارة الأسمر من منصبه فوراً او إقالته”.
بدوره، قال النائب السابق أمل ابو زيد في تصريح: “لم نصدّق ما رأيناه وسمعناه على لسان الأسمر وكيف ان شخصا ينتمي الى جزين البلدة التي تفتخر بإبنها المثلث الرحمات البطريرك بولس المعوشي يسمح لنفسه بأن يتفوه بعبارات أقل ما يقال فيها انها عديمة الأخلاق والأدب في حق أيقونة الكنيسة المارونية. إن أقل إجراء مطلوب من شخص يطلق مثل هذه الاهانات المستنكرة بحق كبير من لبنان كالبطريرك صفير هو ليس فقط الاعتذار الذي لا يلغي القباحة والخطيئة المميتة بل المبادرة الى الاستقالة الفورية من مركزه الذي لا يستحقه اذا كانت لديه ذرة من الانتماء لطائفته وذرة من الكرامة الوطنية. ختاما، إن منطقة جزين براء ممن يتطاولون على مقدساتنا الروحية والوطنية وممن يستهزئون بحرمة الموت وبالقيم الاخلاقية والاصالة التي تربينا عليها”.
كذلك، ردّ رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض على الأسمر، فقال عبر “تويتر”: “بشارة الأسمر لا يكفي الاعتذار وإن فعلت إعتذارك مردود وحتى الاستقالة من موقعك في الاتحادالعمالي العام لن تكون كافية ولن يكفيك أي حكم قضائي بحقك فالأخلاق واللياقة لا تباع ولا تشرى وأكتفي بقول: وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا”.
اضاف “كي لا تمر جريمة بشارة الاسمر التي إرتكبها في حق البطريرك مار نصرالله بطرس صفير على طريقة غداً يوم آخر وبدون عقاب، أجدني أتوجه لكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري كي يتخذوا مجتمعين قراراً عقابيا يساوي حجم جريمة المرتكب وفظاعتها”.
وتابع محفوض “اتمنى على كل مواطن لبناني متى صادف بشارة الاسمر على الطريق أو في أي مكان عام أن يرمقه بنظرة إحتقار حتى يكون عقابه شعبيا وليس فقط قضائيا، كذلك حرمانه من دخول الكنيسة وإن فعل فليخرج المؤمنون منها وتركه وحيدا ساعتئذ يتصرف به الله وعلى طريقته..فيا بشارة الأسمر خطيئتك سترافقك على الدوام”.
اما مؤسسة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير فاصدرت بياناً جاء فيه “بعدما أقدم رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر على التطاول بإسفاف وابتذال وبشكل مهين على أيقونة الكنيسة المارونية والرمز الوطني والتاريخي المثلث الرحمة غبطة ونيافة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير غداة وداعه في مأتم وطني جامع، تشجب المؤسسة وتدين بشدة ما صدر عن الأسمر، لاسيما وانه ينتمي الى الطائفة المارونية ويحتل منصبا عاما، وتعتبر ان ما تفوه به يتخطى الحد الادنى من اللياقة والاحترام ويُشكّل سابقة مخزية لصاحبه اولا، ويستدعي اتخاذ مواقف واضحة وحازمة على اكثر من صعيد. إن مؤسسة البطريرك صفير، بما لها من صفة تمثيلية، ستعمد الى اتخاذ حق الادعاء الشخصي على بشارة الأسمر لدى المراجع القضائية المختصة وستطلب إنزال العقوبة الأشد به، نظرا لما يُشكّل كلامه من مس بشخص البطريرك الكبير الراحل وبالوطن والكنيسة والعائلة ومن تحريض وتعرض رخيص للمقدسات وانتهاك لحرمة الموت”.
بدوره، أكد مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم أن الكلام الذي صدر عن لسان رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر أساء للكنيسة وللبطريرك صفير وللمسيحيين وللعمال الذي يمثلهم والقضية هي قضية رأي عام الغاضب جداً.
ورأى أبو كسم في حديث للـ”ال بي سي” أنه عندما يتكلم أحد بهذه الطريقة ويتوجه الى رجالات كبار أمثال غبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، فهو لا يستحق البقاء في موقع المسؤولية، مشيراً الى انه لا تنفع الاعتذارات بعد إطلاق الاهانات.