وزير الثقافة إفتتح موقع شحيم الأثري.. لضرورة تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة

أكد وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى انه “على الرغم من الجهود التي بذلت في التنقيب عن آثار قصر شحيم الروماني ، لا يزال الموقع يخفي في أعماقه كثيرا من أوابد التاريخ، ولا يزال يهيب بالدولة والمنظمات الدولية والمؤسسات الثقافية المحلية والأجنبية، إلى مزيد من الاهتمام بهذا الإرث الثمين ليبقى أمانة محفوظة للأجيال القادمة”.

كلام الوزير المرتضى جاء في خلال رعايته اليوم، حفل افتتاح قصر شحيم الأثري، بدعوة من بلدية شحيم، في إحتفال أقيم في باحة موقع القصر، وحضره النائبان محمد الحجار وبلال عبد الله، ممثل النائب نعمة طعمة طوني انطونيوس، السفير البولوني في لبنان فويوتشخ بوزك، السيدة نورا جنبلاط، خالد ترو ممثلا النائب والوزير السابق علاء الدين ترو، علاء الخطيب ممثلا النائب والوزير السابق زاهر الخطيب ، الدكتور هشام الاعور ممثلا الوزير السابق وئام وهاب ، رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي المهندس زياد الحجار، رئيس اتحاد بلديات الشوف (السويجاني) يحي أبو كروم، المدير العام للآثار المهندس سركيس الخوري، المدير العام للشؤون الثقافية بالإنابة السيدة إفراز الحاج، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى ورئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي السابق الرائد المتقاعد محمد بهيج منصور، رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في إقليم الخروب الدكتور بلال قاسم، منسق تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال، رئيس مجلس محافظة الجماعة الإسلامية في جبل لبنان بلال الدقدوقي، طوني القزي ممثلا القوات اللبنانية، مسؤول حزب الله في جبل لبنان بلال داغر، غازي عويدات ممثلا المؤتمر الشعبي، ممثل التيار الوطني الحر الياس المتني، أحمد الحاج ممثلا حركة “أمل”، محمود سيف الدين ممثلا الاتحاد الاشتراكي العربي، صلاح قاسم ممثلا التنظيم الشعبي، ورؤساء بلديات شحيم: احمد محمد فواز، مزبود حسين حبنجر، برجا الدكتور ريمون حمية، سبلين محمد يونس، كترمايا المحامي يحيى علاء الدين، داريا المهندس عبد الناصر سرحال، الوردانية علي بيرم، عانوت الشيخ عواد عواد ، الدكتور ايلي عواد عن جمعية “ليبا” التي أصدرت طابعا بر يدا عن القصر الروماني في شحيم، ومخاتير شحيم وفاعليات وشخصيات وجمعيات من شحيم مهتمة بالقصر.

وقال الوزير المرتضى :”شحيم، عاصمة إقليم الخروب، الشامخة على هضبات الصنوبر والسنديان والزيتون، المبحرة في لجج التاريخ باتجاه مرافئ المستقبل.

البلدة التي صار الزمن في أرضها كتاب حضارات، والحارات التي بنت حجارتها الماضي، وبنى أهلها الدولة الحديثة . ها هي ذي تضمنا اليوم أهلا وأحباء في هذا الموقع المعروف لدى أهالي المنطقة باسم “قصر شحيم” الذي يحتوي على أبنية بدأ تشييدها في القرن الأول قبل الميلاد تحت ظل الدولة الرومانية، وبقيت قيد الاستخدام في العصر البيزنطي حتى بدايات الفتح العربي في القرن الثامن بعد الميلاد”.

وأضاف “معالم ازدهرت قرابة ألف عام، ثم سيطر عليها صمت الأطلال زهاء ألف آخر، حتى قدم من فرنسا إلى بلادنا المؤرخ والكاتب إرنست رينان فزارها ونقب في ذاكرة حجارتها ومسح عنها غبار النسيان فكانت أول إشارة إليها في كتابه المنشور عام 1864. وبعد مضي حوالي قرن، نشر الأب اليسوعي الفرنسي موريس تالون عام 1959 تقريرا عن زيارته إلى شحيم وقصرها، وقد أسس هذان الفرنسيان للاهتمام اللبناني الرسمي بها. من هنا، ونظرا الى أهمية الموقع الحضارية، باشرت المديرية العامة للآثار في سبعينيات القرن الماضي عملية استملاك هذا القصر للمنفعة الثقافية العامة، كما بدأت بالكشف عن بعض المعالم الأثرية فيه وشرعت في إعادة بناء أجزاء مهدمة من المعبد الروماني”

وتابع: “في عام 1996، كشفت عن معالم أثرية مطمورة تحت تراب الموقع، أعمال تنقيب باشرت بها بعثة مثلثة مشتركة، قوامها المديرية العامة للآثار، والمركز البولوني لآثار البحر المتوسط في جامعة فرصوفيا، والمعهد الفرنسي لآثار الشرق الأوسط. وبنتيجة هذه الكتابات والتنقيبات تبين أن الموقع مجمع ريفي قديم، قائم عند سفح هضبة، تكاد حفائره أن تنطق بحياة ساكنيه اليومية ونشاطاتهم الاقتصادية ومعتقداتهم الدينية. إذ يطالعنا من القرن الثاني الميلادي معبد روماني قروي صغير مبني على الطراز الكورنثي متميز بالنقوش المنحوتة على جدار واجهته وبمدخله المزين بالزخرفات. فلما سبرت أرضيته ظهرت سويات فارسية وهلنستية عثر فيها على تمثال من البرونز. وتطالعنا من العصر البيزنطي كنيسة ريفية صغيرة ذات ثلاثة أروقة وصفين من ستة أعمدة، مرصوفة أرضها بطبقتين من الفسيفساء. كما تطالعنا بقايا منازل ومعاصر، حتى لمن الممكن إعادة تصور الحياة اليومية والنشاط المهني لسكان قرية قديمة استمرت مأهولة خلال الحقبتين الرومانية والبيزنطية. ولكن، على الرغم من الجهود التي بذلت في التنقيب عن آثاره، لا يزال الموقع يخفي في أعماقه كثيرا من أوابد التاريخ، ولا يزال يهيب بالدولة والمنظمات الدولية والمؤسسات الثقافية المحلية والأجنبية، إلى مزيد من الاهتمام بهذا الإرث الثمين ليبقى أمانة محفوظة للأجيال القادمة”..

وقال: “اليوم إذ نفتتح “موقع شحيم الأثري” أمام العموم ندعو جميع اللبنانيين إلى زيارته واكتناه الزمان المتجلي في حيطانه وحجارته، كي تضاف إلى الأهمية التاريخية لهذا المعلم الأثري، أهمية تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، وذلك من ضمن استراتيجية عامة تنتهجها وزارة الثقافة، لربط المسارات السياحية الثقافية المتجاورة بعضها ببعض، كقصر شحيم وقلعتي صيدا وموقع أشمون ودير القمر وبيت الدين. فإنما ينبغي للاستثمار في الثقافة أن يكون من أهم الأعمدة في هيكل الاقتصاد في لبنان الذي لا تخلو قرية فيه من أثر تاريخي. إنه غنى واجبنا حمايته واستغلاله ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا”.

أضاف الوزير المرتضى : “أذن البلال فأتينا لنفتخر بأحجار عزيزة على قلوبكم جميعا وبالأخص على الحجار ….ونحن في شحيم ….وشحيم على مستوى الإيمان بهذا الوطن قيمة وكيانا هي كتاب صلاة…. وعلى مستوى التنوع والشراكة الصادقة الحقيقية مدرسة في حسن الصلات ومتانة العلاقات…. وعلى مستوى حب العلم ورفد المؤسسات أنموذج لخير الإنبات…. شحيم لأعداء هذا الوطن جحيم…ولا عدو أمضى عليه من الجهل والتقوقع…. وهي لهذا العدو بالعلم والإنفتاح نقيض… شحيم قيل فيها أنها كتاب صلاة وخصوبة وأنا أضيف بأن “قصرها هو عنوان الكتاب.”

وختم بالقول:” هنيئا للبنان شحيمه وأهلها ….وهنيئا لشحيم افتتاح قصرها….ودامت منارة تشع خيرا وحضارة”.

وتطرق للحديث عن جائحة كورونا التي حالت دون تنفيذ مشاريع، لافتا الى “أن البلدية أنشأت خلية ازمة وفريقا طبيا مشهودا له”، مؤكدا “أن راعي خلايا الأزمة في الإقليم والشوف كان “الأب الحنون” وليد جنبلاط، الذي فتح مراكز الحجر لمرضى كورونا، وجهز مستشفيات إقليم الخروب والجبل بأقسام ” كورونا”، وهذا أمر ليس بجديد عليه”.

مقالات ذات صلة