يا ليتني كنت مسؤول زاروب لتلحظني الموازنة! /العميد عدنان غيث

تزداد المساحات التي تقع تحت حكم منظمات غير شرعية او رديفة للحكومة في العالم. وهذه المنظمات غالباً ما تكون تحت سيطرة أمراء الأزقة او أثرياء الحروب او المجرمون الذين تحولوا إلى سياسيين ورجال أعمال.
أين يقع وطننا “الحبيب” ضمن هذه الفئات؟ الجواب لا يتطلب كثيراً من التمحيص.
نحن اللبنانيون محكومين بال…ماية لمسؤولي الشوارع والبلدات على المستوى الادنى ولمسؤولي المناطق والمحافظات وغالبهم من المجرمين على المستوى المتوسط ولاثرياء الحرب الذين تحولوا بقدرات اقليمية إلى سياسيين نجباء نوصلهم نحن البلهاء بطرق ديمقراطية إلى الهياكل العظمية البرلمانية والحكومية والرئاسية التي صممت لبلدنا ليتحكموا برقابنا ورقاب عيالنا في الحاضر والمستقبل.
لن آسف على نسبة الحسم التي سيقرونها على راتبي التقاعدي.. بل أني اتحسر على كل لحظة أمضيتها بعيداً عن اسرتي التي لطالما اعتبرتني ضيفاً ثقيلاً عليهم عندما “يفك الحجز” واعود إلى البيت.
اتحسر على كل خطر عشته تحت القصف المدفعي بين شرقية وغربية وبين وطن وعدو متربص.
اتحسر على كل تجنب او درء لعبوة هنا او هناك زرعها ارهابي هدف منها تمزيق الوطن.
اتحسر على كل جهد بذلته ضد الجريمة المنظمة وخاصة في مجال مكافحة المخدرات لابعدها عن أولادي وأولادكم يا حكام الشوارع والمناطق والمؤسسات الوطنية.
اتحسر على كل لحظة تعاطف او تأييد كبحت فيها عواطفي لأظل على مسافة واحدة منكم جميعاً محاولاً ان احل مشاكلكم او اُفصل بين ازلامكم لاُجنب البلد مخاطركم.
يا ليتني كنت مسؤول زاروب ما، لكنت اليوم أصبحت مفصلاً لموازنة بدلاً من مستجدياً لحقوقي.