ماهو المطلوب من الأمة في هذه المرحلة المصيرية والخطيرة؟

كتب الشيخ مظهر الحموي:

دروس وعبر يستشفها المؤمن في هذه المرحلة العصيبة والخطيرة من تاريخ أمتنا المعاصر .

لعل أبرزها أن نفتش عن أسباب الخذلان والإنتكاس فنعود الى ديننا وكتابنا وسنتنا ، نتوخى الجهاد الأكبر الذي حدث عنه النبي ﷺ لإعادة تربية النفس وتحصين الناشئة بمزيد من الوعي والإدراك وتزويد أبنائنا وبناتنا بجرعات أمل وتفاؤل بأن نصر الله آتٍ إن كنا حقا مؤمنين كما جاء في قوله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ )

ولا ينبغي أن نستسلم للتواكل، أو نذعن لما يفرض علينا، فقد علمتنا المآسي والنكبات التي مرت سابقا على هذه الأمة ، والأحداث الأخيرة في غزة ، أن الإستعانة بالله حقا وصدقا هي طريق الفوز ، والسبيل الوحيد الى دحر أعداء هذه الأمة مهما طال أمد الإحتلال

ولنا في غزوات المغول والصليبيين والتتار ثم الإحتلالات المتتالية خير مثال على الدور الذي يلعبه الإيمان الصادق في إنتزاعهم من أرضنا (وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ * إِن یَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحࣱ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحࣱ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَیَّامُ نُدَاوِلُهَا بَیۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِیَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَیَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَاۤءَۗ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِینَ)

وهنا ينبعث سؤال جديد ، هل نحن حقا مؤمنون حتى نستحق نصر الله ؟.

هذه هي المسألة التي تفرض علينا أن نعيد قراءة أوضاعنا ومواقفنا وأساليب تربيتنا ، ومناهج دراستنا وسياسة إعلامنا حتى نتجاوز الخلل الذي أدى بنا إلى مسلسل الهزائم المنكرة في أكثر من موقع.

واعلموا اننا لا نزال في البدايات ، والآتي سيكون أشد خطورة على مستقبلنا المظلم ومصيرنا المجهول إن لم نبادر الى المصالحة مع الله والعودة الى دينه ولنكن على وعي لما يدبر لنا من هنا وهناك ، ولنحرص جميعا على تفويت المؤامرات بإستعادة وحدتنا ورص صفوفنا ومنع أي محاولة لشرذمتنا وتقسيمنا، وانها لمسؤولية كبرى نتحملها جميعا حتى لا نصل الى مرحلة نندم فيها على هذه الحال السيئة .. ويومها لا ينفع ندم.. فهل نحن فاعلون قبل فوات الأوان؟.

وصدق رسول الله ﷺ حين قال : (إذا تبايعتُم بالعينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ ، ورضيتُم بالزَّرعِ وترَكتمُ الجِهادَ سلَّطَ اللَّهُ عليْكم ذلاًّ لاَ ينزعُهُ حتَّى ترجعوا إلى دينِكُم)

 

مقالات ذات صلة