لا أحد يعرف حافة الهاوية إلا.. خامنئي وترامب وكلاهما لا يريد الحرب/ العميد الياس فرحات

* قد يكون الهدف من هذا الهجوم إثارة غضب إثارة ترامب للهجوم على ايران
* أهم نتائج هذا الهجوم كشف ثغرات النظام الأمني العسكري في الإمارات
* طريق الخروج من هذا الجو وساطة أوروبية أو ربما عراقية أو محادثات سرية
نتيجة متابعة الوضع الراهن في الخليج والمنطقة وخصوصاً تفجيرات الفجيرة والحشود العسكرية الأميركية توصلت الى التحليل التالي:
- وقعت الهجمات في المنطقة الاقتصادية الخالصة لدولة الإمارات في بحر عمان على مسافة ٧٠ كم، أي خارج المياه الإقليمية، واستهدفت ناقلات نفط لا تحمل أعلاماً اماراتية (إثنتان سعوديتان واثنتان من جنسيات اخرى). ولهذا تعذر وفق القانون الدولي على دولة الإمارات ان تعتبر الهجمات اعتداء عليها.
– الهجمات على ناقلات النفط، قبالة الفجيرة، نفذها محترفون مدرَّبون ومجهزون ولديهم معلومات مفصلة واستطلاع جيد مكّنهم من التسلل وزرع متفجرات على الناقلات. لا يمكن ان يكون هذا العمل فردياً او من جماعة صغيرة وهو يحتاج الى امكانات جهاز دولة لتنفيذه.
- قد يكون الهدف من هذا العمل إثارة غضب الولايات المتحدة والرئيس ترامب من اجل إعطاء إشارة الهجوم على ايران.
- أهم نتائج هذا الهجوم هو كشف عيوب وثغرات النظام الأمني العسكري في الإمارات وهي التي تتمتع بأفضل جهاز امني شرطي أي بوليسي في العالم.
– كشفت هذه الهجمات ان الحشود الأميركية الموجودة أصلاً في الخليج والتعزيزات المستقدمة، لا سيما حاملة الطائرات لنكولن والمجموعتان البرمائيتان بوكسر وكيلسارج، لم تضمن الأمن وهوجمت اربع ناقلات نفط بنجاح.
- ثبت أنه لا يمكن لدولة الإمارات ان تلتف على مضيق هرمز وتنقل نفطها عبر ميناء الفجيرة على بحر عمان الذي وسعته عام ٢٠١٦ بكلفة ١٥٠ مليون دولار. اذ تبيّن ان هذا المرفأ والمياه الواقعة قبالته معرض للهجوم وليس آمنا.
– لا أحد يعرف حافة الهاوية في هذا النزاع الا السيد خامنئي والرئيس ترامب وكلاهما لا يريد الحرب ومن الصعب على اللاعبين الصغار إحداث تأثير بالغ في الوضع.
- الحشود الأميركية الجديدة تتضمن ٩ آلاف جندي من المارينز على متن المجموعتين بإمكانها احتلال رأس جسر أو مواقع ساحلية مهمة والتمركز بها (من الأهداف المحتملة جزيرة قشم وجزيرة لاراك الإيرانيتين وتتمركز فيهما، حالياً، قوات إيرانية).
– بالنسبة للتوازن العسكري فهو من دون شك لمصلحة الولايات المتحدة، جواً وبحراً وتكنولوجياً وبالقوة النارية. ومهما بلغت اضرارها فإن ايران تبقى قادرة على الرد استراتيجياً في نقاط ثلاث:
- إغلاق مضيق هرمز لفترة طويلة، أي أشهر، ما يؤدي الى ارتفاع سعر برميل النفط الى نحو ٢٥٠ دولار واحداث أزمة وقود عالمية وانكماش في الاقتصاد العالمي وخصوصا الاميركي والغربي.
– قصف مواقع عسكرية أميركية في المنطقة والتسبب بمقتل آلاف الجنود الاميركيين وهو ما يحدث هزة في الولايات المتحدة.
– قصف دول حليفة للولايات المتحدة وإصابتها بأضرار تهدد كيانها ووجودها وهي السعودية والإمارات وإسرائيل.
من الصعب جداً حدوث حرب في المنطقة في هذا الجو وهذه التوازنات. اما طريق الخروج فهي بوساطة أوروبية او ربما عراقية او محادثات سرية مثل محادثات مسقط عمان عام ٢٠١٤.
العميد الياس فرحات