اقتصار زيارة ماكرون على لقاء عون بروتوكولياً رسالة للسياسيين!

أشارت مصادر سياسية أنه ربما يكون قد دخل وسطاء على خط الأزمة القائمة من أجل تبريد الأجواء بين «بعبدا» و«بيت الوسط»، خصوصاً مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في موازاة وجود جهود فرنسية تبذل كمحاولة أخيرة لتجاوز العرقلة القائمة. ولذلك فإنه لا مصلحة في استمرار هذه السجالات قبل مجيء ماكرون من أجل تلمس كيفية عودة التواصل بين الطرفين لاستكمال النقاش الذي توقف على اثر تقديم الرئيس الحريري تشكيلته لرئيس الجمهورية.
وأشارت المصادر لصحيفة “اللواء” إلى أن باريس لا تريد أن تلزم نفسها بأي نتيجة من اليوم حتى لا تمنى بصدمة سياسية وتنعكس سلباً عليها، ولذلك فإنها أطلقت هذا الموقف في رسالة إلى السياسيين، بأنه بمجرد أن يزور رئيس دولة لبنان، دون أن يلتقي سياسييه، ويحصر لقاءاته برئيس الجمهورية بروتوكولياً، فهذه رسالة سلبية للمسؤولين، مشددة على أن فرنسا تعتمد سياسة الضغط من أجل تحفيز الطبقة الحاكمة لإعادة الحرارة إلى الاتصالات لكسر جمود التأليف.
وأوضحت المصادر إلى أن هذه الرسالة ستستتبع برسالة أخرى في حال جاء الرئيس ماكرون ولم تتشكل الحكومة، بأن الدولة الوحيدة الخارجية التي تتواصل مع لبنان وتجد نفسها معنية به، هي فرنسا التي ستجد نفسها مضطرة للتخلي نهائياً عن لبنان الذي سيترك لمصيره في حال لم يحزم أمره لتشكيل الحكومة، لافتة إلى أنه وحتى مجيء الرئيس الفرنسي في الثاني والعشرين من الجاري، فإن الاتصالات الفرنسية مفتوحة مع المعنيين، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وبين الأخير ورئيس تكتل «لبنان القوي»، بهدف حل ما تبقى من إشكالات وعقد بشأن التأليف، بعدما قدم الرئيس الحريري تشكيلته إلى الرئيس عون، وبالتالي فإن استكمال البحث حول هذه التشكيلة قد يؤدي إلى تقليص حجم التباينات والخلافات. ولربما تشكل زيارة ماكرون قوة دفع أخيرة بهذا الاتجاه.
وبرأي المصادر، فإنه في حال لم تشكل الحكومة بعد زيارة الرئيس ماكرون، فهذا يعني أنه من الصعب جداً أن ترى الحكومة النور في وقت قريب، باعتبار أنه لا يوجد أي وسيط، باستثناء الفرنسي المتبقي.