رحيل عميد الكنيسة المارونية البطريرك صفير عن عمر ناهز ٩٩ عاماً

توفي بطريرك الكنيسة المارونية السابق مار نصر الله بطرس صفير في بيروت فجر اليوم الأحد عن عمر يناهز 99 عاما.
ونعى المكتب الإعلامي للبطريركية المارونية البطريرك السابق، الذي وصفه بأنه “أيقونة الكرسي البطريركي وعميد الكنيسة المارونية وعماد الوطن”.
وقال المكتب الإعلامي في بيان: “الكنيسة المارونية في يتم ولبنان في حزن”. بالألم والحزن الشديدين المقرونين بالرجاء المسيحي، يعلن غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي خبر وفاة المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، أيقونة الكرسي البطريركي وعميد الكنيسة المارونية وعماد الوطن. فعند الساعة الثالثة من فجر اليوم، الأحد 12 أيار أسلم الروح بالتسليم المطلق لإرادة الله، منتقلا إلى بيت الأب في السماء، بعد ثلاثية صلاة رافقته في هذا العبور من البيوت والكنائس والأديار وسواها، وبعد أيام من العناية الطبية الفائقة في مستشفى أوتيل ديو”.
وأضاف: “يطلب غبطة أبينا البطريرك قرع الأجراس حزنا في جميع الكنائس عند الساعة العاشرة، والصلاة لراحة نفس الراحل الكبير في كل قداسات هذا الأحد الذي فيه ذكرى قيامة المسيح من الموت. تقبل الله روحه الطاهرة في مجد السماء، ورحم جميع الموتى المؤمنين”.
عون
وكذلك نعاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائلا “ستفتقده الساحة الوطنية رجلا صلبا في دفاعه عن سيادة لبنان واستقلاله وكرامة شعبه”. وأضاف “بغياب البطريرك صفير تفقد الكنيسة المارونية واحدا من أبرز بطاركتها ورعاتها”.
الحريري
كما نعاه رئيس الحكومة سعد الحريري، وقال في بيان: “البطريرك مار نصرالله بطرس صفير يترك صفحة مشرقة في تاريخ لبنان، سوف تبقى حية في ضمائر الذين عرفوه و عاصروه، و هداية للاجيال التي ستقرأ تاريخ لبنان الحديث. فالراحل الكبير جسد بشخصه وبعمله إرثا للقيم الروحية والوطنية، في مرحلة صعبة من تاريخ لبنان ارتفع معها بالصلابة والقدوة والثبات والشجاعة الى مرتبة الرمز الوطني، الذي اسهم بكل تأكيد بتحويل مجرى الأحداث، ونقل لبنان من حالة الى حال”.
القداس لراحة نفس صفير
وبدأ القداس الإلهي الذي يترأسه البطريرك مار بشارةبطرس الراعي في بكركي لراحة نفس الراحل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.
وكانت شقيقة البطريرك صفير واقاربه قد وصلوا الى الصرح البطريركي في بكركي، للمشاركة في القداس على ان يتم بعده الاتفاق مع العائلة على ترتيبات مراسم الدفن وموعده.
وكان طبيب البطريرك صفير الدكتور الياس صفير قال لـ MTV انه لم يتم تحديد تفاصيل مراسم الدفن مرجحاً ألا تكون قبل الأربعاء أو الخميس.
هذا وسيسجّى جثمان البطريرك صفير لمدة 24 ساعة في الصرح البطريركي في بكركي.
وقرعت اجراس الكنائس في مختلف المناطق اللبنانية حزنا على غياب البطريرك صفير.
حياة الراحل
ولد صفير عام 1920 في ريفون، إحدى قرى قضاء كسروان، وتقلد مناصب دينية عدة حتى انتخبه مجلس المطارنة بطريركا عام 1986 ليكون البطريرك الـ 76 في سلسلة البطاركة الموارنة، وكان لبنان آنذاك لا يزال غارقا في الحرب الأهلية.
قام صفير بدور سياسي بارز في لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990) ودعا عام 2001 إلى إنهاء الوجود السوري في البلاد.
وعام 2011 قدم استقالته إلى بابا الفاتيكان آنذاك بنديكت الـ 16 طالبا الانصراف إلى التأمل والصلاة نظرا لتقدمه بالسن. وخلفه على رأس الكنيسة المارونية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
وانتخب مجلس المطارنة صفير المولود عام 1920 بطريركاً في 19 أبريل 1986، وهو البطريرك السادس والسبعون في سلسلة البطاركة الموارنة.
كذلك شغل منصب رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. وشارك في 6 مجامع عامة لسينودوس الأساقفة، وفي جمعية سينودوس الأساقفة الخاصة بلبنان، وسينودس مسيحيّي الشرق الأوسط.
وصفير عضو مؤسّس لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك: عقد المجمع البطريركي الماروني سنة 2003 وهو الأول بعد المجمع اللبناني الذي انعقد سنة 1736. وعين كردينالاً في 26 نوفمبر 1994، ثم عضواً في المجلس الحبري لتفسير النصوص التشريعيّة وعضواً في المجلس الحبري لرعوية الخدمات الصحية.
مؤلفاته وترجماته
-ألّف: من ينابيع الإنجيل، وغابت وجوه (جزأين)، عظة الأحد، رسائل الصوم . وكتابي رتبة العماد والزواج.
له عّدة ترجمات، أهمها: يسوع حياة النفس، يسوع المسيح، بالإضافة إلى ترجمة عدد كبير من الرسائل البابوية والإرشادات الرسولية .
كتبت عنه عدة مؤلفات: (طريق العودة، السادس والسبعون (جزآن)، حارس الذاكرة، الجيل حقًا قام، رحلة إلى أستراليا، صوت الراعي. وجمع الأب أنطوان ضو والإعلامي جورج عرب الأعمال الكاملة للبطريرك صفير.
إنجازاته
ألغى الشراكة وملّك الشركاء بيوتهم في الديمان ووادي قنوبين وبلوزا وسرعل وأسّس الصندوق الاجتماعي الماروني والصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحّي واستصلح أراضي في الديمان وأنشأ صندوق ضمان المطارنة المتقاعدين المشترك وعمل لتصنيف وادي قنوبين وغابة الأرز في لائحة التراث العالمي، وأسّس المركز الماروني للتوثيق والأبحاث ومؤسّسة البطريرك نصراللّه صفير والمؤسسة المارونية للانتشار.