باسيل من بعلبك: المطلوب المقاومة الاقتصادية في هذه المنطقة
خسرنا وإياكم بالانتخابات وعلينا التعويض
نظمت الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، لقاء حواريا مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في قاعه مسجد المصطفى في بعلبك، في حضور محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم رئيس دائرة أمن عام بعلبك الهرمل المقدم غياث زعيتر، قائد سرية درك بعلبك العقيد إدوار قسيس، آمر الفصيلة النقيب حسن إبراهيم، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات سياسية واجتماعية.
واستهل باسيل اللقاء كلمته قائلاً: “بعلبك هي دليل على عمق التاريخ، وبعلبك هي قلعة المقاومة التي انطلق منها السيد موسى الصدر بمسيرته المقاومة، ومنها انطلقت المقاومة وحركة المظلومين التي حمل فيها السيد موسى خطابا وطنيا نحن كتيار وطني حر نتبناه بالكامل، وبخاصة وأن السيد موسى الصدر كان عابرا للمناطق وللطوائف بزيه الديني وبعمامته، لم يتخل عنها ولم يتخل عن إيمانه ومعتقده ودينه وطائفته ومذهبه، ولكنه كان قادرا على أن يتحدث مع كل اللبنانيين، ويخرج من واقع المظلومية التي هو فيها إلى واقع وطني، وقد تقبله اللبنانيون كشخصية وطنية، والظلم والحرمان ليسا مختصرين بطائفة او جماعة، وعندما يتوجه أحد إلى كل اللبنانيين وهو يدافع عن قضية ظلم لحقت بجماعته، عندما يلحق الظلم بجماعة أخرى يهب لنصرتهم كما حصل مع السيد موسى عندما صلى في الكنيسة مع أهلها وقال هؤلاء أهلي والرصاصة التي تصيبهم تصيبني، وما يصيبهم يصيبني وانا ادافع عنهم، هذا هو السيد موسى الذي كانت حركته حركة وطنية، والذي كان غيابه وتغييبه والبحث عنه وعن الحقيقة مسألة وطنية تخص كل اللبنانيين، من هنا نحن اليوم كتيار وطني حر بالمسار نفسه، عندما نعبر عن مظلومية أو عن حقوق جماعة، ولكننا فورا اذا أصاب الظلم جماعة أخرى ندافع عنها وعن مظلوميتها وعن حقوقها، فالعداله تطال الكل وتشمل الآخر ولا تتجزأ ولا تقسم”.
أضاف: “بعلبك الهرمل هي المنطقة التي دحرت الإرهاب التكفيري وانتصرت عليه، ففي كل هذا الشرق الارهاب دخل وقتل واغتصب ودنس، ولكنه في هذه الأرض لم يثبت، لأن تنوع هذه المنطقة وإيمان أهلها أكبر منه، وقد دافع أهل هذه المنطقة عن كل لبنان”.
وتابع: “لبنان هو البلد الأول الذي استطاع الانتصار على اسرائيل، كما انتصر على داعش والإرهاب، وعلى كل حال هم يشبهون بعضهم البعض، النفس الإلغائي ذاته الذي يرفض الآخر، والذي يخلق الفوضى حتى يستطيع العيش، والذي يزرع العنف ويجعله يتنقل ليمحي حضارات وتاريخ ويمحي كل معالم التمدن والحضارة، حتى يتمكن من البقاء، يمحي كل شيء متنوع وكل ما يدل على حضارة ليكرس حضارته وفكره وثقافته، يمسح كل شيء الحجر والبشر حتى يخلق دولة هي عضو في الأمم المتحده مثل إسرائيل، أو دولة مدعية أنها إسلامية وهي أبعد شيء عن الاسلام، لأنها تقوم على العنف والقتل وعلى التطهير العرقي وعلى مسح كل نوع وجنس آخر، ولأننا نحن نقيض هذا النموذج استطعنا الانتصار عليه”.
ورأى أن “التيار الوطني الحر دفع نتيجة السياسة ثمنا خلال الانتخابات النيابية الماضية، فخسرنا ان يكون لدينا نائب في هذه المنطقة، وكذلك خسرت المنطقة أن يكون لديها نائب من التيار الوطني الحر، وعلينا نحن وإياكم التعويض، فنحن معنيون بهذه المنطقة وبالانماء فيها ومعنيون بها أكثر من غيرها لأنها شكلت وتشكل هذا النموذج المتنوع”.
وأشار إلى أن “أحد السدود كان مقررا منذ سنة 2004 وهو يروي 7000 هكتار ويعطي 730 مليون متر مكعب من المياه، لو تم تنفيذه قبل 10 سنوات كانت الزراعة أفضل في المنطقة، والحرمان يجعل الأرض بورا بدل أن تكون خصبة وخضراء، وعندما يكون لدينا نبع مثل نهر العاصي وعندما يكون لدينا كل هذه المواقع الأثرية والدينية الإسلامية والمسيحية مثل السيدة خولة والجامع الأموي وسيدة بشوات ودير مار مارون، ولا يهتم بها إلا بعض المبادرات الخاصة، فأين الدولة منها لتصبح مقصدا أساسيا لإنعاش السياحة الأثرية والترفيهية والدينية في المنطقة، المطلوب أن يكون لدينا دولة راعية لمواطنيها ومحبة لهم”.
أضاف: “لدينا كل الطاقات والقدرات في المنطقة لإعطاء النموذج، بالمقاومة انتصرت هذه المنطقة، والمطلوب اليوم المقاومة الاقتصادية، وان نبقى متشبثين بهذه الأرض، وقد رأينا كيف تمكن المحافظ بشير خضر من تحويل هذه المنطقه المصنفة باللون الأحمر إلى اللون الاخضر لكي يزورها السياح الأجانب”.
وفي نهاية الحوار مع الحضور، تمت مفاجأة الوزير باسيل على المنصة بقالب كاتوه احتفاء بعيد ميلاده.